التاريخ : الأربعاء 08-05-2024

السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة    |     الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح    |     بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    |     الاحتلال يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح    |     أبو ردينة: احتلال معبر رفح يدفع بالأمور نحو حافة الهاوية وتتحمل الإدارة الأميركية تداعيات ذلك    |     مدير المستشفى الكويتي: محافظة رفح تمر بكارثة صحية كبيرة    |     مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح والسيطرة على المعبر    |     الأمم المتحدة تحذر: مخزوننا من الوقود يكفي ليوم واحد فقط في غزة    |     السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة صور    |     السفير دبور يستقبل قادة افواج الاطفاء الفلسطيني في لبنان    |     السفير دبور يكرم الفنانة التشكيلية هبه ياسين    |     الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن
أراء » هناك ما نفخر به وهناك ما نتعلم منه
هناك ما نفخر به وهناك ما نتعلم منه

هناك ما نفخر به وهناك ما نتعلم منه

الحياة الجديدة- يحيى رباح

موضوعيا، ودون الغرق في خيبات وأحزان مبالغ فيها، فان نتائج الانتخابات الاسرائيلية للكنيست العشرين هي صورة رقمية دقيقة جدا للواقع السياسي داخل اسرائيل وفي المنطقة العربية بل وفي العالم الأوسع من حولنا، وهي أعطت القوى الحزبية داخل اسرائيل على قدر حجمها ووزنها وعلى قدر الجهد الذي بذلته للحصول على اقصى ما تستطيع.
في منطقة ترسم خرائطها من جديد لصالح الأقوياء في العالم الذين هم حلفاء اسرائيل التاريخيون، وبيد اهلها الذين يذبحون بعضهم على خلفيات طائفية ومذهبية واثنية متراكمة ومتقيحة منذ قرون، وفي نظام دولي تتغير فيه التحالفات بشكل عاصف لدرجة أن اميركا «الشيطان الأكبر» حسب تعبير ايران!!! وايران «قائدة محور الشر» تصبح المحاور الأول لاميركا!!! فان أية توقعات أخرى لا بد أن يكون مبالغا فيها، والذنب حينئذ يتحمله المبالغون الذين يصدقون اوهامهم.
تعالوا نقوم بجردة للارباح، فهاهم الفلسطينيون داخل الخط الاخضر «اسرائيل» لمجرد أنهم شكلوا قائمة موحدة، واختاروا على رأسها «ايمن عودة» واستنفروا شعبهم وعزفوا على جراحه وآماله، فانهم تمكنوا من أن يكونوا القائمة الثالثة، وأن يحصدوا اربعة عشر مقعدا، برغم أن بعض القوى السياسية العربية في الداخل لم تساندهم، وانتحت جانبا في احسن الحالات، وبعضهم اعطوا اصواتهم لحزب الليكود وبقية الاحزاب الصهيونية الاخرى تحت اغراء المكاسب المالية والمصالح الفردية الصغيرة!!! وبرغم أن جزءا من الاعلام الفلسطيني –ان استحق هذه التسمية – جند نفسه للقول الكاذب الزائف ان الشعب الفلسطيني لا يكترث بهذه الانتخابات، ولكن الفلسطينيين داخل اسرائيل اجتهدوا وتوحدوا وأعطوا فرصة للشباب الناضج، وكسبوا على قدر ما اجتهدوا فيه.
وحتى على المستوى الاسرائيلي:
فان «هيرتسوغ» رئيس حزب العمل وشريك «تسيفي ليفني» في المركز الصهيوني قال ان ما حصلوا عليه هو معجزة وانجاز كبير، لأنهم منذ عام 1992، وبعد اغتيال رابين في عام 1995 تضاءل وجودهم في الحياة السياسية الاسرائيلية، وكلنا نذكر أن الجنرال «باراك « رئيس حزب العمل السابق كان موجودا في الحكومات الأخيرة بسبب تاريخه الشخصي وليس بسبب حضور حزب العمل بالكنيست!!! وعلى العموم فان البرنامج السياسي لحزب العمل بخصوص القضية الفلسطينية يشترك مع الليكود في الثوابت الصهيونية: لا قدس، لاعودة للاجئيين، لا اخلاء للمستوطنات، ثم ان القفز الى أربعة وعشرين مقعدا دفعة واحدة هو نجاح خارق، فأين الغرابة؟؟؟ وهل هناك فلسطيني واحد يصدق في أعماقه أن الوضع الاقليمي والدولي الراهن يمكن ان يقدم فيه الآخرون مبادرات جذرية أو حقيقية؟؟؟
لدينا ما نفخر به وهو ما حققه اخوتنا داخل الخط الأخضر من صعود داخل الكنيست، وقدرتهم على المشاركة بنوع من الكفاءة والندية، هم أثقل وزنا من ليبرمان الذي هددهم في الحملة الانتخابية بقطع رؤوسهم بالفؤوس، وهو الان متسول ينتظر على قارعة الحكومة التي ستشكل قريبا لعل احدا يشفق عليه بشيء، انه مثار للسخرية ومثله كثيرون.
ولدينا ما نتعلم منه، أن ننجو من براثن هذا الوحش القاتل الذي اسمه الانقسام، ومن الوهم الاسود الذي اسمه دولة غزة، فكلنا نعلم أن هذا الانقسام صناعة اسرائيلية مئة في المئة، طرحته مراكز الأبحاث السياسية الاسرائيلية منذ العام 1985، ومهد له الجنرال شارون بالانسحاب الاسرائيلي الأحادي من قطاع غزة عام 2005، ودعت له وحرضت عليه دول واحزاب عربية ووقع في حفرته الذين نفذوه بانعدام بصيرة وما زالوا يتشبثون به بجنون، هل يمكن أن نقبر هذا الانقسام؟؟؟ هل يمكن أن نفتح الباب أمام اعمار غزة؟؟؟ هذا هو السؤال، أما الصراع فهو مستمر، والمعركة محتدمة، والقدرة على البقاء هي أولويتنا الأولى التي يجب أن نستنفر لها شعبنا وامكاناتنا وميراثنا وابداعنا في الصبر والصمود.
Yhya_rabahpress@yahoo.com

2015-03-19
اطبع ارسل