الحمد الله: الأولوية تجاه أهلنا تبقى حصرية لوقف إطلاق النار
-شرعنا بتشكيل فرق قانونية لرفع دعاوى ضد المسؤولين الإسرائيليين بالمحاكم الدولية
رام الله 21-7-2014
قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، 'إن الأولوية الوطنية والمسؤولية تجاه أهلنا تبقى حصرية لوقف إطلاق النار حتى وإن كان مؤقتا، وهذا ما يسعى إليه الرئيس محمود عباس في جولته الحالية وفي اتصالاته مع الأطراف الدولية المؤثرة جميعها، والهدف هو حماية أبناء شعبنا من الآلة العسكرية الهمجية التي تصب حممها عليهم فتحصد مئات الأرواح البريئة'.
وأضاف الحمد الله، في كلمة بثها تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الاثنين، أن حكومة الوفاق الوطني اتخذت سلسلة من القرارات، منها ما تعلق بالجانب الإغاثي ومنها ما تعلق بالجانب الدولي.
وفيما يتعلق بالجانب الإغاثي، أوضح رئيس الوزراء أنه تم تأسيس صندوق لإغاثة غزة مع دعوة الشعب الفلسطيني والدول الشقيقة والصديقة إلى التبرع لهذا الصندوق، وتأسيس غرفة عمليات مشتركة بين الحكومة والمنظمات الوطنية والدولية العاملة في المجال الإنساني، لتقديم المساعدات العاجلة لأهلنا في القطاع الحبيب، إضافة إلى اقتطاع 1% من رواتب الموظفين لإيداعها في حساب صندوق الإغاثة، لتكريس الوحدة الوطنية ودعماً لصمود أهلنا في قطاع غزة.
وأشار إلى أن 'الحكومة استمرت في جهودها المتمثلة بإرسال وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية إلى أهلنا في المحافظات الجنوبية الصامدة، إضافة للعمل على توفير الاحتياجات العاجلة لمستشفياتنا التي تعاني قصورا بسبب أعداد الضحايا، وحشد كل الإمكانيات الوطنية لتوفير مقومات الصمود أمام هذا العدوان الغاشم'.
وقال 'إن من القرارات أيضا ما يتعلق بالاشتباك مع إسرائيل على الساحة القانونية والدولية، وخاصة في الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والطلب إلى سويسرا عقد اجتماع طارئ للدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، والإصرار على توصيف إسرائيل كدولة فصل عنصري، ودعوة مجلس حقوق الإنسان للانعقاد الفوري، وتوقيع صكوك الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية، بما فيها معاهدة روما التي تؤهلنا للتقدم إلى محكمة الجنايات الدولية'.
وتابع رئيس الوزراء: 'شرعنا في تشكيل فرق قانونية لرفع دعاوى ضد المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية وفق مبدأ الولاية القضائية العالمية'.
وحيا الجهود الاستثنائية التي تبذلها طواقمنا الطبية وفرق الدفاع المدني في إنقاذ أرواح الجرحى وانتشال الشهداء من بين الأنقاض، كما حيا كل المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، والفرق الصحفية التي تتحرك تحت القصف لتنقل إلى الدنيا بأسرها جرائم الاحتلال ولتوثق نتائجها المدمرة.
وأضاف: 'ننحني أمام صمودكم أيها الأبطال في قطاع غزة ونعاهدكم على أن نقتص من المجرمين على كل نقطة دم سفكت وعلى كل بيت هدم وعلى كل عائلة شردت، وسيعرف الاحتلال كم سيكون الثمن باهظا'.
وقال 'إن العدوان الإسرائيلي يتواصل ويتصاعد، ويتحول إلى حرب إبادة حقيقية تستهدف وجودنا على هذه الأرض، وكأن الآلة العسكرية الإسرائيلية المتوحشة لم تكتف بعشرات الشهداء الذي سقطوا خلال القصف المدمر على الشجاعية'، مشيرا إلى انتشال 26 جثمانا من منزل عائلة أبو جامع في خان يونس.
وأضاف أن 'الحقد العنصري الأعمى وصل مداه لدى مجرمي الحرب من قادة إسرائيل وجيشها المجرم الذي يتعمد استهداف الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين في منازلهم، مستغلاً صمت العالم وتواطؤ العديد من القوى التي تعرف على وجه اليقين ما الذي يجري لكنها تغمض عيونها وتصمّ آذانها مانحةً قادة إسرائيل الفرصة لإفراغ ترسانتهم الحربية على رؤوس الأبرياء في محافظاتنا الجنوبية البطلة'.
وأردف الحمد الله: 'إنها حرب قذرة ضد وجودنا، ضد حياتنا، ضد حريتنا، ضد مستقبلنا، ضد حلمنا بدولة مستقلة كاملة السيادة على أرضنا التي احتلت عام سبعة وستين، إنها حرب ضد وحدتنا التي استعدناها بفضل تصميم شعبنا على إنهاء الانقسام البغيض، إنها حرب تقويض حل الدولتين لصالح دولة الفصل العنصري القائمة على تأبيد الاحتلال والظلم والاضطهاد'.
وقال: 'كلما حاول الاحتلال الغاشم اختبار إرادتنا وصمودنا يثبت شعبنا أنه عصّي على الانكسار، منيع بوحدته، قوي بعزيمته، صامد بإيمانه، متمسك بأهدافه، وإزاء هذه الجريمة البربرية الجديدة سنثبت للمحتل، وللعالم أجمع، أننا شعب عقد العزم على النصر وعلى دحر العدوان وإفشال أهداف الدنيئة، وسنثبت أننا شعب جدير بالحياة الحرة الكريمة أسوة بشعوب الأرض كافة'.
وتابع رئيس الوزراء، في كلمته، أنه 'بصمودكم، يا أهلنا، وبوحدتنا الوطنية سنمّرغ أنف الاحتلال في الوحل، وسنرد جيشه خائباً، مهزوماً على الرغم من هول أعداد الشهداء والجرحى وحجم الخسائر، وبانكشاف جرائم المعتدي أمام العالم أجمع سنعزله ونحاصره ونقوده إلى قفص الاتهام أمام المحاكم الدولية حيث يجب أن يكون'.