التاريخ : الأحد 12-05-2024

رفح.. شوارع وأسواق مقفرة و"خوف" من المجهول    |     مع دخول العدوان يومه الـ216: عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غز    |     "الأونروا": الاحتلال هجرّ قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال ثلاثة أيام    |     ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34904 شهداء وأكثر من 78514 مصابا    |     أبو هولي: لا بديل عن الدور الحيوي للأونروا في دعمها وإغاثتها للاجئين    |     الجمعية العامة تصوت غدا على مشروع قرار بشأن أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة    |     ثمانية شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على غزة ورفح    |     السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة    |     الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح    |     بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    |     الاحتلال يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح    |     أبو ردينة: احتلال معبر رفح يدفع بالأمور نحو حافة الهاوية وتتحمل الإدارة الأميركية تداعيات ذلك    |     مدير المستشفى الكويتي: محافظة رفح تمر بكارثة صحية كبيرة    |     مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح والسيطرة على المعبر    |     الأمم المتحدة تحذر: مخزوننا من الوقود يكفي ليوم واحد فقط في غزة    |     السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا
أراء » القرار الصعب
القرار الصعب

القرار الصعب

الحياة الجديدة- سما حسن

التقيتها في مركز طبي للأشعة السينية حيث كانت تتنقل بخفة لا تتناسب مع عمرها المتقدم تنظف هنا وهناك وتجمع القمامة. جلست لتستريح على الكرسي الطويل الذي أجلس على حافته فحدثتها اشفاقا مني على حالها بقولي:" يعطيك العافية يا خالتي"، وكأنها قد سعدت بشعوري بها وبدأت تحكي قصتها وأنها سر بقاء عائلتها حتى الآن.
تركها زوجها هي وثمانية من الأطفال قبل ستة عشر عاما وتزوج بأخرى، تقول: كنت أمام قرار صعب، فهو يريد اذلالي أنا وأولادي لأنه لم يحسن اختيار زوجته الثانية وكأننا السبب فيما يحدث له، فكان لا ينفق علينا وكلما أرسلت أحدا من أولادي الثمانية ليطلب منه مالا أو طعاما, كان ينهال عليه ضربا وتقريعا حتى أصبح أولادي يخشون مجرد ذكر اسمه، فقررت أن أعتبره ميتا وأعيش حياتي واربي أولادي".
"للأسف لم أتعلم ولذلك بدأت أعمل خادمة في البيوت وتنقلت من بيت لبيت طيلة السنوات الماضية وكلما عملت في بيت رشحني أهله لبيت آخر لأمانتي ودقة عملي, كنت أقوم بتنظيف البيوت ومنحني الله الصحة والعافية لحمل الأثاث والسجاد في البيوت الفارهة, ومرت السنوات وأنهى أولادي الثمانية تعليمهم الجامعي جميعا ولكن أياً من أولادي لم يحصل على وظيفة وتزوجت ثلاث من البنات وبقيت الصغيرة التي لا تعرف كلمة " أبي", وها أنا أكمل المشوار مع أولادي وقد مضى بي العمر ولم أحتج لأحد".
"طلبت منه الزواج باخرى لأني قبلت كل شيء منه إلا الخيانة، لم اتحمل أن يخونني ويجاهر بخيانته أمامي بدعوى أنه رجل ومن حقه أن يفعل ما يريد، قتلني بشكه وغيرته وكان يمنعني من الخروج من البيت وأظل تحت رحمته حتى يعود نهاية الاسبوع من عمله داخل الخط الأخضر، وأنا أعرف أنه سينفق ما يحصل عليه من مال على نساء ساقطات، فقررت أن أتركه".
حقا المرأة لا تحتمل خيانة الرجل لها، ربما تحتمل كل عيوبه إلا الخيانة فهي الشيء المقزز الذي يجعلها تشعر أن امرأة أخرى تشاركها زوجها الذي أعطته كل شيء ولم تبخل عليه بشيء، وقالت لي أيضا: ما يؤلمني هو الصغيرة التي لم تعرف كلمة أبي ولم تنعم بحنانه أو تشعر بوجوده بيننا فقد تركنا وهي ما زالت رضيعة، وحين كبرت ووعيت وعرفت أن والدها قد تركنا من أجل " النساء" كرهته، وأنا لم أكن اريدها أن تكرهه.
لم أخبركم أنني كنت أصحب صغيرتي معي والتي كانت تجلس إلى جواري وتستمع لقصة تلك المرأة، وقد نسيت الصغيرة تماما وأنا مشدودة بكل حواسي نحوها لأنها تحكي قصة امرأة أعرفها، امرأة لم تحتمل الخيانة وربت أولادها وشقت طريقا صعبة وحيدة، لم أتذكر ابنتي إلا حين سمعت بكاء مكتوما خلفي.

2015-01-15
اطبع ارسل