التاريخ : الأحد 12-05-2024

رفح.. شوارع وأسواق مقفرة و"خوف" من المجهول    |     مع دخول العدوان يومه الـ216: عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غز    |     "الأونروا": الاحتلال هجرّ قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال ثلاثة أيام    |     ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34904 شهداء وأكثر من 78514 مصابا    |     أبو هولي: لا بديل عن الدور الحيوي للأونروا في دعمها وإغاثتها للاجئين    |     الجمعية العامة تصوت غدا على مشروع قرار بشأن أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة    |     ثمانية شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على غزة ورفح    |     السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة    |     الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح    |     بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    |     الاحتلال يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح    |     أبو ردينة: احتلال معبر رفح يدفع بالأمور نحو حافة الهاوية وتتحمل الإدارة الأميركية تداعيات ذلك    |     مدير المستشفى الكويتي: محافظة رفح تمر بكارثة صحية كبيرة    |     مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح والسيطرة على المعبر    |     الأمم المتحدة تحذر: مخزوننا من الوقود يكفي ليوم واحد فقط في غزة    |     السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا
أراء » كتب ابراهيم ملحم الارهابي محمود عباس!!
كتب ابراهيم ملحم الارهابي محمود عباس!!

كتب ابراهيم ملحم الارهابي محمود عباس!!

ابراهيم ملحم جريدة القدس

26-10-2014

على طريقة المثل المصري "كلِّم العايبة تلهيك وترزيك وتحط اللي فيها فيك"، بدأ نتنياهو حملة الشيطنة والترهيب والوعيد ضد الرئيس محمود عباس، بدءاً من وصفه بـ "الارهابي الدبلوماسي"، وليس انتهاء بتحميله مسؤولية حوادث السير في إطار حملة يرقص على ايقاعها عددٌ من وزراء حكومته، تكشف عن غيظ يستبد بقادة اسرائيل عقب اعلان الرئيس عزمه الذهاب الى الامم المتحدة لتدويل القضية، بعد ان ظلت طيلة السنوات الماضية في دائرة اشتباك تفاوضي ماراثوني، تمارس فيه اسرائيل لعبتها المفضلة بفرض الأمر الواقع، بداعي أن أرض الصراع متنازع عليها وليست أرضاً محتلة، يتوجب الانسحاب منها وفق القانون الدولي.

 

فمحمود عباس "الارهابي"، هو الذي قتل "الكونت برنادوت" وهو من حرض "ايغال عمير" على قتل "اسحق رابين" وهو من ارتكب المجازر، وقتل الركع السجود بين يدي الرحمن عند الفجر في غزة والخليل، وهو من وضع القنابل في الكنس اليهودية في العراق، وأغرق سفنا في البحار والمحيطات.

 

منذ مطلع الشهر الجاري سنحت لي الفرصة بالاستماع إلى الرئيس محمود عباس مرتين، الأولى خلال لقاء موسع مع الاعلاميين، والثانية خلال لقاء جمع أبو مازن مع رجال الأعمال عقب مؤتمر الإعمار في القاهرة.

 

في اللقاءين، بدا الرجل الحليم وقد عيل صبره من دروب وشعاب المفاوضات غير المعروفة النهايات، وهي دروب باتت العودة اليها "ضرباً من السذاجة السياسية، ذلك أنه لم يعد مقبولاً ولا مجدياً ، استنساخ أساليب ثبت عقمها، او مواصلة اعتماد مقاربات اخفقت مراراً وتحتاج مراجعة شاملة وتصوراً جذرياً" كما ورد في نص خطاب الفصل الرئاسي الصريح أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.

 

في حديث الرجل الصبور طويل البال، وحامل الأحمال أمام رجال الإعلام والأعمال، خلاصات حكيم تشف عن خيبة أمل لم يسبق أن لمستها في الرجل الخبير صاحب الرأي والرؤية، من وعود لا طائل منها ولا طاقة له على مواصلة التعويل عليها، بعد أن تجاوزت التطورات المتسارعة على الأرض من استيطان وقتل ومصادرة للأراضي كل الإشارات الحمراء، الامر الذي لم يعد معه ممكناً الارتكان إلى أية وعودات جديدة، مالم ترافق تلك الوعود مواعيد محددة بمواقيت مقدسة، تصل إلى خط نهاية الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة عام سبعة وستين وتكون القدس عاصمة لها.

 

هنا وعند هذه النقطة، أصبح محمود عباس إرهابيا، ولم يعد شريكاً، وبات معادياً للسامية ومعتدياً على الأعراف والقوانين الدولية، ولا بأس إن اتهمناه بـ" بالدعشنة"، الم يفتح ذراعيه لحماس وألقى لها حبل الخلاص، بعد ان صعدت إلى سفينته عند أول رسو لها على شاطىء بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.

 

محمود عباس "الإرهابي" حاصر بصبره الجميل عتاة المجرمين وجعلهم عراة امام العالمين، وبدا سيره الان على "hay way" مغادراً دروباً ومتاهات متعرجة، لا نهاية لها ولا فائدة ترجى من معاودة سلوكها، بينما بدأت الأمم والشعوب ترفع أعلام فلسطين على طول الطريق السريع نحو الدولة وانهاء الإحتلال .

 

منذ اللحظة الاولى لاعلانه الصريح عزمه التوجه للامم المتحدة انهالت الضغوطات من الاشقاء والاصدقاء لثني الرئيس عن خطوته لمعرفتهم الاكيدة بجدية وصرامة توجهاته وهي توجهات لا يمكن العودة عنها الا في حال الاستجابة لخمسة شروط كما كشفت مصادر خاصة تتمثل باعتراف اسرائيل بحدود عام 67 ، ووقف الاعتداءات على المسجد الاقصى، ووقف جميع الاعمال الاستيطانية قبل الشروع في مفاوضات محددة على قضايا الحل النهائي، ووضع جدول زمني للتفاوض على تلك القضايا بعد ترسيم الحدود ، وان يتم الافراج عن اسرى اوسلو اضافة الى دفعات جديدة من الاسرى.

 

محمولا على زبدة خلاصاته المستمدة من نهر تجاربه يذهب الرئيس محمود عباس الى خياراته واختياراته للحفاظ على حقوق شعبه ونيل استقلال وطنه، صحيح ان لهذه الخيارات اكلاف لكن الصحيح ايضا انها ليست اقل من اكلاف المراوحة في متاهات المفاوضات المفتوحة على الظلام.. محمود عباس "إرهابي" .. وانا كمان!!

2014-10-27
اطبع ارسل