الرئيس: صربيا من أوائل القائلين إن مفتاح السلام بإعادة فلسطين للخارطة
رام الله 1-5-2013
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن صربيا كانت من أوائل البلدان التي أعلنت أن مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتمثل بإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، لذلك 'لم تتوقف في يوم من الأيام اتصالاتنا معكم'.
وأضاف سيادته، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي توميسلاف نيكوليتش، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساء اليوم الأربعاء، أن صربيا كانت على الدوام في طليعة الدول التي سعت من أجل إيجاد التوازن الذي أرسى دعائم استقلالية الدول النامية بعيدا عن الاستقطاب وحروب الوكالة والتحالفات العسكرية.
وتابع سيادته: ' وأذكر أن بلدكم كان في طليعة الدول التي استضافت بداية الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ربما حادث قديم، لكني أحب أن أتذكره دائما بأنني التقيت مع جانب من الجنرالات الإسرائيليين بالسبعينيات في بلغراد، وبالتالي كان بلدكم أول من استضاف الحوارات الفلسطينية الإسرائيلية'.
وقال الرئيس إن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور والتعاون وتعزيز أواصر الصداقة التاريخية بين شعبينا الصربي والفلسطيني، معربا عن شكره للرئيس الصربي، ومن خلاله لحكومته ولشعبه، على الموقف المشرف بالتصويت لصالح رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، تأكيدا وتجسيدا للدعم الصربي المتواصل لحقوق شعبنا الفلسطيني وفي مقدمته حقه بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان بسلام وأمن وحسن جوار.
وأضاف: ' اليوم أجرينا مع فخامة الرئيس مباحثات هامة شملت مجمل الأوضاع التي تمر بها المنطقة وآخر مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط، ولا سيما على المسار الفلسطيني، وأطلعت فخامته على الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات، مؤكدين ضرورة وقف الاستيطان وإطلاق سراح آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية بدءا من الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1993'.
وتابع سيادته: 'كذلك تحدثت مع فخامة الرئيس في سبل دعم وتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين الفلسطيني والصربي والسبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والثقافي، وتطوير وتنمية القطاع السياحي، وهنا ندعو المؤمنين في صربيا لزيارة الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وبيت لحم، وكذلك كنيستي القيامة والمهد وسواهما من الأماكن السياحية والدينية'.
وقال، مخاطبا الرئيس الصربي، 'من الصعب أن لا تجد هنا من لا يتحدث اللغة الصربية في مدننا وقرانا ومخيماتنا الفلسطينية، وكيف لا وقد قامت جامعاتكم وما زالت باستضافة وتخريج المئات من طلبتنا على مدى العقود الماضية، الأمر الذي أنتج العديد من جسور العلاقات العائلية والثقافية والاجتماعية'.
من جانبه، أكد الرئيس الصربي متانة العلاقات المشتركة والصداقة التي تربط الشعبين الفلسطيني والصربي، مشيرا إلى حرص القيادتين الصربية والفلسطينية على تقوية هذه العلاقات.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية والصربية تملكان الأسلوب نفسه في حل القضايا الخلافية عبر طريق المفاوضات التي تأتي من منطق القوة وليس الضعف كما يحاول البعض إظهارها.
وقال إن المفاوضات تضمن لنا ولأطفالنا مستقبلا أفضل، لذلك قررت صربيا التصويت لصالح رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة لإيمانها بحق الإنسان في الحصول على حقوقه.
وأضاف: 'أطلعنا الرئيس عباس على الجهود المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام القائمة مع إسرائيل، وكذلك نحن أطلعناه على سير مفاوضاتنا مع جيراننا للوصول إلى سلام دائم في صربيا'.
وأشار الرئيس نيكوليتش، إلى القرب الكبير بين صربيا وفلسطين رغم البعد الجغرافي، و'لكن بالعمل الجاد نستطيع تقوية هذه العلاقات المميزة بين البلدين، واليوم شاهدنا مواطنين فلسطينيين متزوجين من مواطنات صربيات، وهذا دليل على قوة العلاقات بيننا'.
وأكد أن الحكومة الصربية جادة في تطوير العلاقات المميزة والإيجابية مع فلسطين، وفلسطين لها مكانة خاصة في قلوب الصربيين، وصربيا ستكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ولديها أصدقاء خارج الاتحاد الأوروبي أيضا يمكن الاستفادة منها في دعم عملية السلام.
ودعا الرئيس الصربي المستثمرين الصرب إلى الاستفادة من المزايا التي تتميز بها فلسطين، خاصة في مجال الأمن، مشيرا إلى أنه سينقل مشاهداته والأمان الذي لمسه في فلسطين للمستثمرين في بلاده.
وأعرب عن اعتقاده بأن الجهود الدولية الرامية لإحياء عملية السلام تسير في طريقها الصحيح، وبقوة كبيرة، معربا عن ثقته بالوصول إلى اتفاق فلسطيني –إسرائيلي يوفر السلام والأمن والتنمية لكافة دول المنطقة.
وأشار إلى أن الأمر الصعب هو البدء بالمفاوضات، ومن ثم تأتي الحلول، بشرط أن لا نسمح لأي طرف بالتحكم بالطرف الآخر، وهو ما يفعله الرئيس عباس حاليا.