الأعرج: شعبنا يقدم للإنسانية نموذجاً فريداً في التسامح والتعايش
بيت لحم 3-1-2013
قال رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج إن شعبنا قدم ويقدم للإنسانية نموذجاً فريداً في التسامح والتعايش والتآخي بين كافة أبنائه، وذلك بوحدة إيمانه وانتمائه لهذه الأرض ولتاريخه وحضارته المشعة في نموذج إنساني فذ.
وأضاف الأعرج في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس خلال الأمسية الميلادية التي أحيتها جوقة يسوع الملك الأرثوذكسية التابعة للروم الأرثوذكس في بيت لحم إننا جميعاً نعيش منذ عقود طويلة حالة اغتصاب لحقوقنا وعدوان على وجودنا وهويتنا الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وسيظل تناقضنا الوحيد مع هذا الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا.
وشدد الأعرج على أن دقة المرحلة الصعبة والمصيرية التي يمر بها شعبنا وقضيته ، تتطلب منا جميعاً، وأبناء شعب واحد وقضية واحدة، الحذر واليقظة، والالتفاف حول قيادتنا الشرعية ممثلةً بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وحشد كل الطاقات والجهود ، لنواجه متحدين متكاتفين، صلف وتعنت هذه الحكومة الإسرائيلية التي ترفض كل نداءات السلام وأسسه ومرجعياته وتواصل استيطانها وحصارها لمدينة المهد وفصلها عن توأمها مدينة القدس بجدار عنصري بغيض في ظاهرة لم تحدث منذ أكثر من ألفي عام، واثقين بأنكم وكل من خلال موقعه ومسؤولياته ستعملون في هذا الاتجاه، لخدمة مصالح شعبنا العليا والحفاظ على منجزاته العظيمة، وبذل، بل ومضاعفة كل جهد حتى نتمكن من انجاز مشروعنا الوطني المتمثل بتجسيد الاعتراف بدولتنا المستقلة حقيقة راسخة على ترابنا الوطني وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
ونقل الأعرج للمشاركين في الاحتفال، نيابة عن الرئيس محمود عباس، أطيب التحيات والتهاني لكل أبناء شعبنا وشعوب العالم بأسره بحلول أعياد الميلاد المجيدة، ورأس السنة الميلادية.
وقال رئيس ديوان الرئاسة في مستهل كلمته 'لقد ظلت فلسطين عبر تاريخها الطويل كمهد وحاضنة للأديان السماوية، تعيش بكل أطيافها حالة من التناغم والتآلف، وظل شعبنا وإلى يومنا هذا يمارس حياته في إطار من الأخوة والتعاون الخلاق والفاعل، وأن فلسطين أرضاً وشعباً وقيادة تعتز بذلك، فوطننا هو مهد المسيحية الأولى، فعلى هذه الأرض ولد السيد المسيح عليه السلام، ومنها انطلق تلامذته إلى أفاق الدنيا قاطبة يبشرون برسالته، رسالة المحبة والسلام.
وأشار إلى أن شعبنا أبدع في استحداث أشكال المقاومة منذ النكبة وأفشل كل مخططات إنهاء وإذابة كينونته وخاض معترك النضال مع انطلاقة ثورته المعاصرة التي نحتفل بذكراها الثامنة والأربعين هذه الأيام، وليعود اسم فلسطين وشعبها وبعد ما أنجزناه في الأمم المتحدة من اعتراف دولي متعاظم حقيقة ساطعة، يجدد مطالبته بحقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني قد أعطى الكثير للإنسانية، وعاشت أجياله منذ فجر التاريخ على هذه الأرض المقدسة، وبنى حياته ووجوده عليها، وأسهم بدوره الحضاري والإنساني من على ثراها، وهو لا يطمح لشيء سوى أن يعيش في وطنه بكرامة حراً مستقلاً في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هذه المدينة العظيمة، مدينة السلام، وقبلة المؤمنين المخلصين الذين يسعون إلى توطيد عرى المحبة والتآخي والسلام بين الشعوب، فالقدس هي أرض السلام، ومفتاح السلام في منطقتنا، فلنعمل من أجل أن نعيد لها ولبيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام، ولكل أرضنا الفلسطينية بكل مقدساتها المسيحية والإسلامية روحها القائمة على التسامح وحرية العبادة والاحترام للمعتقدات والمقدسات، وتوفير العدل والمساواة التي يطلبها شعبنا .
وكانت جوقة يسوع الملك الأرثوذكسية التابعة للروم الأرثوذكس في بيت لحم، قد أحيت الأمسية الميلادية تحت رعاية الرئيس محمود عباس.
من جانبه بارك بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين كيريوس كيريوس الثالث، هذا العمل الروحي والعمل الذي أدته الجوقة تحت قيادة جادالله المصري، مشيرا إلى أن ما يميز هذا الحدث ارتباطه بتراث الآباء الروم المتمثل في الكنيسة الرومية المسكونية والذي يروي وجودنا في الأرض المقدسة .
وأشار إلى أن هذه الترانيم البيزنطية الشرقية هي إحدى الضمانات لتراث آبائنا وعراقته منذ امتداد الكنيسة لبطريركية القدس التي تقوم بالحفاظ على الأماكن المقدسة دون استثناء.
وأضاف إن هذا التراث اكبر دليل على روح الشراكة التي تقوم عليها كنيسة الروم الأرثوذكسية وميزاتها لا تقتصر على فئة واحدة، بل تتجاوز وتضم جميع الطوائف والأجناس تحت التعايش والوفاق، ومن هذا المنطلق البطريركية المقدسة تبارك هذا الحدث ليكون نبراسا مضيئا للأجيال القادمة لأنه يعد لمصلحة الشعب.
وقال ثيوفلوس إننا وإذ نحتفل اليوم بهذه الأمسية فان فرحتنا عارمة بولادة الدولة الفلسطينية العريقة بتراثها وشعبها الأبي .
ووجه شكره للقائمين على الحدث بدء من الرئيس محمود عباس، ورجل الأعمال سعيد خوري.
وأشار رجل الأعمال سعيد خوري في كلمته التي بثت من مقر إقامته في الخارج إلى أن هذه الجوقة أثارت شعوره بالإبداعات الفلسطينية ومقدرتها.
واستذكر الراحل القائد أبو عمار قائلا: مكان احتضان هذا الحفل وهو قصر المؤتمرات كان من أحلام قائدنا الراحل أبو عمار، لكن الاحتلال حاول إفساد مواصلة العمل به إلا أننا واصلنا العمل، وما هذا الانجاز إلا نواه ما سنقوم به في خدمة الوطن ومدينة بيت لحم.
وقدمت الجوقة تراتيل لعيد الميلاد المجيد، عيد رأس السنة القديس باسيليوس الكبير، تراتيل شرقية بيزنكية خاصة بمدينة القسطنطينية واسيا الصغرى وبلاد الروم، وأغاني فلسطين للرئيس محمود عباس .
كما وألقى انطون صليبي قصيدة للرئيس محمود عباس.
وفي الختام قام البطريرك ثيفوفيلوس، والوكيل البطريركي في بيت لحم ثيوفيلكتوس، بتكريم كافة الجهود في إقامة هذه الأمسية بدء من الرئيس محمود عباس، ورجل الأعمال سعيد خوري، ومدير عام قصر المؤتمرات المهندس جورج بسوس، وقائد جوقة يسوع الملك جادالله المصري.
وشارك في الاحتفال ، وزيرة السياحة والآثار رولا معايعه، ومستشار الرئيس لشؤون الدين المسيحي زياد البندك، ورئيس بلدية بيت لحم فييرا بابون، وقنصل اليونان، ومدير عام الشرطة في محافظة بيت لحم المقدم علاء الشلبي، وممثلين عن الأجهزة الأمنية ورجال دين ومدعوين.