التاريخ : الأحد 19-05-2024

السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة البقاع    |     الرئاسية العليا لشؤون الكنائس: زيارة الكاردينال بيتسابالا إلى غزة رسالة لقادة العالم من أجل وقف الحر    |     بوتين يدعو لحل عادل للقضية الفلسطينية    |     القادة العرب ينددون باستمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة    |     إعلان البحرين يؤكد ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة فورا ورفض محاولات التهجير القسري    |     منصور يبعث رسائل لمسؤولين أممين حول النكبة المستمرة التي تلحقها إسرائيل بشعبنا منذ 76 عاما    |     الرئيس يجتمع مع رئيس وزراء الكويت    |     فرنسا تدين تصريحات بن غفير بشأن إعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه    |     الرئاسة ترحب بإجراءات "العدل الدولية" بشأن اتخاذ تدابير مؤقتة إضافية لحماية شعبنا من الإبادة الجماعي    |     الرئيس يجتمع مع ملك البحرين    |     الرئيس يجتمع مع ملك الأردن في المنامة    |     الرئيس يجتمع مع نظيره المصري في المنامة    |     الرئيس أمام قمة المنامة: قررنا استكمال تنفيذ قرارات المجلس المركزي بخصوص العلاقة مع دولة الاحتلال    |     "أوتشا": توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة يكاد يكون مستحيلا بسبب نقص تدفق الوقود    |     الرئيس يجتمع مع نظيره العراقي    |     "العدل الدولية" تبحث اليوم طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف هجوم الاحتلال على رفح    |     ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35272 والإصابات إلى 79205 منذ بدء العدوان    |     بمشاركة الرئيس: انطلاق أعمال "القمة العربية الـ33" في البحرين    |     الخارجية تطالب بتعزيز آليات محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المعتقلين    |     الرئاسة تثمن مواقف الصين الداعمة لشعبنا وتدعم حقها في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها    |     السفير دبور يستقبل السفير الجزائري    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة بيروت    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة الشمال    |     الرئيس يهنئ أمير الكويت بتشكيل الحكومة الجديدة
فلسطين بعيون الصحافة اللبنانية » الحضور المسيحي العربي في فلسطين
الحضور المسيحي العربي في فلسطين

 الحضور المسيحي العربي في فلسطين

 

بقلم جيروم شاهين

جريدة المستقبل 25-9-2012

 

تضرب جذور المسيحيين العرب عميقاً في ارض فلسطين.

إن الغالبية العظمى للمسيحيين الفلسطينيين والتي تقدر أعدادهم في العالم بستمائة ألف نسمة هم ذو جذور محلية يتكلمون اللغة العربية ولديهم تاريخ عريق . أكثرمن سبعين بالمائة منهم خارج الوطن بينما بقي خمسون ألف مسيحي فلسطيني في الوطن موزعين بين الضفة الغربية التي يقطنها سبعة وأربعون ألفا وقطاع غزة والذي يقطنه ثلاثة آلاف مسيحي فلسطيني. أي أن المسيحيين في فلسطين لا تتجاوز نسبتهم 1.25% من جميع الفلسطينيين والذين يقدر عددهم بأربعة ملايين نسمة في العام 2009 في الأراضي الفلسطينية. ويتوزع المسيحيون في الضفة والقطاع على الكنائس المختلفة كما يلي:

الروم الأرثوذكس 51%، اللاتين (الكاثوليك) 30%، الروم الكاثوليك 6%، البروتستانت 5%، السريان والأرمن الأرثوذكس 3% لكل منهما، الأقباط والأحباش والموارنة وغيرهم من المسيحيين 2%.

ويصل عدد المسيحيين العرب في داخل الخط الأخضر إلى مائة وسبعة عشر ألف نسمة من مجموع 7.7 ملايين نسمة. ويكون المسيحيون 7.5% من كل العرب و 1.5% من كل السكان في العام 2009. وحسب توزيع المسيحيين العرب في داخل الخط الأخضر يتبين إن ستة وستين ألفا وسبعين منهم ينتمون لكنائس الروم الكاثوليك وللكاثوليك بشكل عام وخمسة وأربعين ألفا وأربعمائة وأربعة وعشرين ينتمون للروم الأرثوذكس وخمسة آلاف وخمسمائة وخمسة للبروتستانت.

ان التقديرات لأعداد المسيحيين تبقى تقديرات ولكن الغرض من عرضها بهذه الطريقة هي فقط لإعطاء فكرة عن حجم المسيحيين ونسبتهم وليس لغرض إثبات دقة المعطيات. ولكن النسب والأعداد لا يمكن أن تكون هي العوامل الملزمة لتقويم العلاقات أو لفهم التاريخ أو واقع العلاقات المجتمعية أو الدينية.

إن كنائس الشرق العربي ترى نفسها دوما جزءاً لا يتجزأ من محيطها العربي وهكذا الحال في فلسطين وبشكل خاص بسبب الظلم الاحتلالي الواقع عليها والقمع المتواصل لأهلها. ومن المهم أيضا التذكير بان مساهمة الكنائس بمدارسها وبمستشفياتها وبمؤسساتها الخدماتية الأخرى قد أثرت في حياة الملايين من مواطني فلسطين وعالمنا العربي دون التمييز في الدين وفي أية خاصية أخرى. وقد كانت هذه هي التجربة دوما في فلسطين وفي الدول العربية الأخرى. وفي فلسطين أقيمت المدارس التابعة للكنيسة أول ما أقيمت في منتصف القرن التاسع عشر.يعكس الحضور المسيحي العربي في فلسطين كنائس مختلفة لكل منها خصوصيتها. هناك خمس عشرة كنيسة منها من يربط جذوره بالآرامية والبيزنطية منذ البدايات الأولى. وفي الواقع فان المسيحيين الأوائل في فلسطين كانوا مزيجا من العرب والسريان الآراميين وغيرهم، بمن فيهم يهود متنصرون، تكلموا الآرامية واليونانية

ومن منطلق تاريخي يمكننا تقسيم الكنائس في الأراضي المقدسة إلى ثلاث فئات:

الفئة الأولى: وهي الكنائس القديمة مثل كنائس الروم الأرثوذكس والكنائس الأرثوذكسية الشرقية مثل السريان والأرمن والكنيسة المارونية.

الفئة الثانية: وهي الكنائس التي تعود نشأتها للقرون الوسطى وما بعدها مثل الكنيسة اللاتينية وكنيسة الروم الكاثوليك.

الفئة الثالثة: الكنائس التي تعود جذورها للزمن المعاصر وهي الكنائس البروتستانتية.

لكنيسة الروم الأرثوذكس تاريخ طويل في الأرض المقدسة بدأ بالمجمع الخلقدوني حيث اقر إنشاء البطريركية لأول مرة. وفي العام 1054م كان هناك الانقسام عن روما مما أدى لحالة غربة بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية. وكانت زيارتا البابا بولس السادس في العام 1964 والبابا يوحنا بولس الثاني في العام 2000 للأرض المقدسة نقطتي تحول في العلاقات إذ اجتمع البابا بولس السادس بالبطريرك اثيناغورس في الأردن، بينما قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة لبطريركية الروم الأرثوذكس خلال حجه للأرض المقدسة في العام 2000.

وتقوم أخوية القبر المقدس وهي أخوية مكونة من الأساقفة اليونان منذ العام 1662 بالإشراف على مصالح وممتلكات كنيسة الروم الأرثوذكس وبخاصة الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة وفي غيرها من الأماكن. وتحافظ الأخوية على الطبيعة اليونانية للبطريركية. ويتكون المؤمنون في هذه الكنيسة في كل من الأردن وفلسطين، أي في الأرض المقدسة، من غالبية عربية.

ومن الأحداث التاريخية التي تربط بين كنيسة القدس وبين الفتح الإسلامي مجيء الخليفة عمر رضي الله عنه في العام 638م لاستلام مفاتيح المدينة بنفسه من البطريرك صفرونيوس. وقد أصبح اللقاء بينهما حدثا تاريخيا وبخاصة قصة الخليفة عمر وهو يرفض الصلاة في كنيسة القيامة حين نودي للصلاة ظهرا. وكنتيجة خرج عمر جنوب الكنيسة على بعد أمتار حيث صلى وحيث يوجد هناك اليوم جامع عمر تذكارا جميلا لحكمة عمر ولتسامح الإسلام. وقد أسس كل من الخليفة عمر والبطريرك صفرونيوس، والذي توفي في العام نفسه، تقليدا للتفاهم الإسلامي المسيحي المتبادل المبني على احترام عقائد الآخر ومتطلباته الطقسية. ونعود كثيرا للعهدة العمرية كإحدى أهم الوثائق التي تحث على التفاهم والاحترام المتبادلين بين المسيحيين والمسلمين. ومن المهم تذكر الروح أو الجوهر الذي على أساسه أعطيت العهدة كنموذج رائع يجدر بنا أن ندرسه ونتعلم منه دوما.

وبمجيء الإفرنج في العام 1099م انتقلت أو نقلت بطريركية الروم الأرثوذكس من القدس للقسطنطينية. ولم تتمكن حتى العام 1845 من الرجوع للقدس حين عين بطريرك جديد ومقام إقامته القدس.

وبالإضافة لكنيسة الروم الأرثوذكس يوجد ممثلون للكنيسة الروسية والكنيسة الرومانية ولكنهما ليستا بكنيستين محليتين إذ لا يوجد لديهما أتباع من العرب الفلسطينيين.

كنيسة الروم الكاثوليك الملكية:

يعود مصطلح الملكية للقرن الخامس الميلادي نسبة للارتباط بالكرسي الإمبراطوري (الملكي) في القسطنطينية.

كانت بدايات هذه الكنيسة في العام 1724م حيث تم انتخاب كاهن كاثوليكي ليكون بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في إنطاكية. وما إن تسلم السدة البطريركية حتى أشار على أتباعه بوجوب الاعتراف بسيادة البابا في الأمور الكنسية. وفي العام 1752م تم تأسيس أبرشية للروم الكاثوليك الملكيين في الناصرة وبعد عشرين عاما أي في العام 1772م تم وضع الروم الكاثوليك الملكيين في القدس تحت إشراف بطريركية إنطاكية ممثلة بنائب بطريركي. كما إن غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، البطريرك الحالي لكنيسة الروم الكاثوليك الملكية قد خدم ما يزيد على ربع قرن نائبا بطريركيا في القدس قبل أن يتم انتخابه بطريركا للكنيسة بأجمعها. ومن الشخصيات الدينية المعروفة من أتباع هذه الكنيسة سيادة المطران كبوجي، والذي سجنته إسرائيل بتهمة مساعدة المنظمات الفلسطينية حين كان يشغل منصب النائب البطريركي في القدس في سنوات السبعينيات.

 

2012-09-25
اطبع ارسل