شعث: حصلنا على استعداد اوروبي لتفعيل "الصندوق الدوار" للحصول على اموالنا المحتجزة في اسرائيل
رام الله –18-3-2015
كشف مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، د. نبيل شعث، عن تلقي السلطة الوطنية استعدادا اوروبيا لتفعيل العمل بـ "الصندوق الدوار" الذي يمكن السلطة من تلافي الضغوط الاسرائيلية الناتجة عن احتجاز الاموال الفلسطينية لديها، موضحا ان تفعيل هذا الصندوق تم خلال جولة الرئيس محمود عباس الى اوروبا حيث تمت مناقشة هذا الامر من قبل رؤساء وزراء اوروبا لكنهم فضلوا تأجيل بحث هذا الامر لما بعد الانتخابات الاسرائيلية.
واشار شعث الذي كان من بين كبار المسؤولين الذين شاركوا الرئيس عباس في جولته الى دول اوروبا، الى انه بعد استعداد اوروبا لبحث تفعيل هذا الصندوق تبعه استعداد ياباني للمساهمة في دعم الصندوق الدوار الذي يمكن السلطة من تغطية أية عجوزات مالية جراء حجز اموالنا من قبل اسرائيل في حين تتولى دول اوروبا تحصيل هذه الاموال مباشرة من اسرائيل.
وقال شعث خلال لقاء صحفي مع الصحفيين المحليين في مقر المفوضية في البيرة، أمس: "نجاحنا في تفعيل هذا الصندوق سوف يقود الى نزع اداة ضغظ اسرائيلية تمارسها ضدنا عبر حجز اموالنا في اطار الابتزاز السياسي ويساعدنا في الالتفاف على الضربات الاسرائيلية الرامية الى تجويعنا»، مشددا في الوقت ذاته على اهمية تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الضغوط الاسرائيلية والابتزازات السياسية التي تمارسها اطراف خارجية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية ضد قيادة السلطة الوطنية.
وتابع شعث: "ان حراك الرئيس محمود عباس والقيادة ليس فقط للضغط على اسرائيل، بل من أجل الالتفاف على الضربات الاسرائيلية المضادة، خاصة أن أوروبا تدرس إعادة تفعيل "الصندوق الدوار"، داعيا كافة الدول العربية للوقوف الى جانب شعبنا في هذه المرحلة والايفاء بما عليهم من التزامات.
(مقايضات اميركية)
واشار شعث الى رفض قيادة السلطة الوطنية محاولات واتصالات اميركية ترمي الى مقايضة الافراج عن اموالنا المحتجزة من قبل اسرائيل مقابل التراجع عن مواصلة التوجه الى محكمة الجنايات الدولية، مؤكدا ان موقف القيادة واضح في هذا المجال ولا يمكن القبول بمنطق المساومة على حقوقنا الوطنية بما في ذلك حقنا في استرداد اموال شعبنا المحتجزة من قبل اسرائيل وحقنا في الانضمام الى المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتوجه الى المحاكم الدولية لغرض حماية شعبنا من الجرائم المرتكبة بحقه.
وقال شعث: "وقف صرف رواتب الموظفين ليس بجديد على القيادة الفلسطينية فقد اوقف الرئيس الراحل ياسر عرفات رواتب موظفي منظمة التحرير لمدة 14 شهرا بسبب الضائقة الاقتصادية التي مرت على المنظمة قبل انشاء السلطة الوطنية».
واكد شعث اهمية تعزيز اعلى درجات التضامن الشعبي وترتيب اوضاعنا الاجتماعية الداخلية وانجاز الوحدة الوطنية باعتبارها ضمانة وطنية للجميع وللقضية الوطنية، موضحا ان انجاز الوحدة الوطنية لا يجب حصرها بين الفصائل او الاحزاب بل يجب ان تشمل وحدتنا الوطنية في الداخل والشتات.
(تجربة القائمة المشتركة)
ودعا شعث الى اهمية الاستفادة من تجربة اخوتنا في داخل الخط الاخضر وتوحدهم في قائمة واحدة في الانتخابات الاسرائيلية، مشيرا الى اننا نتفهم موقفهم ونحترم تجربتهم لحماية حقوق ابناء شعبنا في دولة اسرائيل.
وقال : "نحن ندعم موقفهم وشعاراتهم المطالبة بالسلام والديمقراطية والمساواة"، مؤكدا ان هذه التجربة يجب ان تنعكس ايجابا على جهود انجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية.
واضاف: "القائمة الموحدة العربية داخل أراضي الـ48، ستخدم حقوق أبناء الشعب الفلسطيني من أصحاب الجنسية الاسرائيلية في المستقبل".
وتابع شعث: "علينا استثمار التغيير الحاصل في موازين القوى العالمية، لتدويل القضية الفلسطينية واستقطاب الدعم الدولي لحصار وإضعاف اسرائيل ورفع تكلفة احتلالها لشعبنا وأرضنا ومواصلة ممارستها الابرتهايد».
وقال شعث: «نحن في الطريق للوصول إلى اعتراف كامل من كل دول أوروبا بدولة فلسطين المستقلة على حدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيرا الى اهمية مواصلة تدويل القضية من خلال تلاقي رؤى الدول التي تقف معنا، وتدعم الأهداف والقيم والمصالح»، داعيا الى ابتداع الوسائل والادوات الملائمة للمرحلة الجديدة.
(فتح في الاشتراكية الدولية)
واشار شعث الى اهمية قبول حركة فتح عضوا في الاشتراكية الدولية ما اعطاها فرصة ثمينة لتصبح جزءا من اليسار بالعالم الى حد كبير، وبناء علاقات عميقة مع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية واليسار الموحد، وكذلك حزب الخضر، كما عملنا تحالفا وائتلافا مع أحزاب أخرى.
وتابع: "الطريق كان من الرأي العام ثم من أحزاب اليسار والاشتراكية الديمقراطية ثم من البرلمانات في مختلف دول العالم، عبر أبناء شعبنا في الشتات وفي أوروبا أيضا»، مؤكدا ان المقاومة الشعبية جزء مهم من اقناع العالم بالبقاء معنا ومناصرة قضيتنا".