مبعوثًا للرئيس: رأفت يطلع وزير الخارجية الصيني ونائبه على آخر المستجدات

بكين 28-10-2014 

أطلع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مبعوث الرئيس الخاص إلى جمهورية الصين الشعبية صالح رأفت، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائبه تشانغ مينغ باجتماعين منفصلين في مقر وزارة الخارجية الصينية، على آخر مستجدات القضية الفلسطينية.

ونقل تحيات الرئيس محمود عباس الحارة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ وإلى الشعب الصيني الصديق، وشكره على الدعم السياسي والمادي الذي تقدمه الصين لفلسطين.

وحمل رأفت خلال اللقاءين، إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات بسبب التعنت ومواصلة الاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومواصلة ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، خصوصا العدوان الأخير على قطاع غزة الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 2200 مواطن فلسطيني وأكثر من 10000 جريح ومئات الآلاف من البيوت المدمرة وشرد أكثر من مليون مواطن فلسطيني، وتجاهلت جميع دعوات المجتمع الدولي بوقف الاستيطان وإجراء مفاوضات حقيقية وجدية لإنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعرض رأفت على الوزير ونائبه خطة الرئيس محمود عباس السياسية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل وضع سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي الفلسطينية، وفي حال فشل المشروع في مجلس الأمن أو استعمال حق النقض بواسطة أميركيا سيتم التوجه للانضمام الى كافة المواثيق والمعاهدات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية.

واستعرض ما تتعرض له القيادة الفلسطينية من ضغوط من أجل تأجيل التوجه الى مجلس الأمن والضغط على الدول الأعضاء في مجلس الامن من اجل عدم التصويت لصالح القرار، وتمت مناقشة كافة السناريوهات المحتملة لمشروع القرار والخطوات التي يمكن اتخاذها على ضوء النتائج التي سنصل لها.

وطلب من جمهورية الصين الصديقة دعم التوجه الفلسطيني إلى مجلس الامن بالاتصال بالدول الصديقة لجمهورية الصين الاعضاء في المجلس، من اجل دعم مشروع القرار ودعم انضمام فلسطين لكافة المواثيق والاتفاقيات والمنظمات الدولية.

وبخصوص الوضع الداخلي الفلسطيني وحكومة الوفاق الوطني، أكد إصرار القيادة على المضي قدما لتنفيذ المصالحة الوطنية وتمكين الحكومة من تسلم مهامها في قطاع غزة من اجل بدء عملية اعادة اعمار غزة كأولوية للحكومة، وتوحيد الاجهزة الحكومية، والاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، مشيرا لما تتعرض له الحكومة الفلسطينية من ضغوط شديدة من قبل اسرائيل من اجل افشالها لتكريس الانقسام الفلسطيني، بهدف خلق كيان سياسي في غزة يكون بمثابة الدولة الفلسطينية، واعطاء حكم ذاتي محدود في الضفة الغربية.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية أكد رأفت علاقة الصداقة والتعاون التاريخية التي تربط فلسطين بالصين، وشكر الصين حكومة وشعبا على دعمها السياسي والمادي المتواصل، وبلغ حرص القيادة الفلسطينية على تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، خاصة مشروع انتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية الذي يتم التباحث حول طرق تنفيذه، وتدريب الكادر الفلسطيني وتقديم المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين.

من جانبه رحب وزير الخارجية الصيني وانغ يي بزيارة صالح رأفت كمبعوث خاص الى الصين، وطلب نقل تحياته وتحيات الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرئيس محمود عباس وإلى الشعب الفلسطيني الصديق، وأكد رسوخ العلاقة التاريخية مع فلسطين، وشعور الصين بالاعتزاز بهذه العلاقة وأن الصين ستواصل تقديم الدعم والمساعدة لفلسطين في كافة المجالات.

وأشار الى تطور هذه العلاقة منذ الزيارة الأخيرة للرئيس محمود عباس للصين، وتبعتها زيارة وزير الخارجية رياض المالكي الى الصين مرتين منذ بداية هذا العام، وايضا زيارة وزير الخارجية الصيني لفلسطين، وتعيين الصين لمبعوث جديد الى الشرق الاوسط الذي زار المنطقة فور تعيينه وشارك في مؤتمر القاهرة من اجل اعمار غزة، وأعاد الوزير تأكيده على أن القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية والجوهرية في الشرق الأوسط، وبقاؤها من غير حل لمدة طويلة ادى الى الوضع الحالي في المنطقة العربية.

وعلى الصعيد السياسي أكد وزير الخارجية الصيني أن الصين تتابع عن كثب تطورات القضية الفلسطينية، وتؤمن بأن الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل خاصة بناء المستوطنات كانت السبب الرئيسي لانهيار مفوضات السلام، حيث طالبت الصين اسرائيل مرارا بوقف الاستيطان وتقديم تسهيلات وإجراءات بناء الثقة ولكنها لم تفعل، وأميركا ترفض الضغط على اسرائيل من اجل القيام بذلك، فالرعاية الأميركية المنفردة لمفاوضات السلام لم تنجح، فأصبح من الضروري انخراط الامم المتحدة والمجتمع الدولي والضغط على اسرائيل من اجل العودة الى مفاوضات حقيقية وجدية، من أجل ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة على اراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار الوزير الصيني إلى أن بلاده تتفهم سبب التوجه الفلسطيني إلى مجلس الامن لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، حيث لا يمكن التفاوض إلى ما لا نهاية، والصين تدعم هذا التوجه وستقدم الدعم لهذا التوجه من خلال اصدقاء الصين في مجلس الامن والامم المتحدة من اجل انضمام فلسطين لكافة المعاهدات الدولية، وكذلك المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية أكد الوزير حرص الصين مواصلة علاقات الصداقة والتعاون مع فلسطين وتعزيزها في كافة المجالات بما فيه منفعة للشعبين الصديقين، فالصين مستعدة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في كافة المجالات وعلى كافة المستويات.