
لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني اطلقت حملة لدعم غزة
منيمنة :لتجنيب لبنان وعرسال مخاطر النار السورية
الثلاثاء 05 آب 2014
عقدت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني برئاسة الدكتور حسن منيمنة مؤتمرا صحافيا اليوم في السراي الكبير لاطلاق "حملة دعم غزة" من خلال تخصيص حساب في مصرف لبنان لجمع التبرعات من المؤسسات والجمعيات اللبنانية لدعم صمود أهل غزة ومساندتهم ضد الهجمة العدوانية التي أزهقت عددا كبيرا من الأرواح ودمرت المساكن والمرافق العامة، (رقم الحساب 755031191 / مصرف لبنان).
وخلال المؤتمر، ألقى منيمنة كلمة جاء فيها: "ألتقيكم في هذا المؤتمر الصحافي الطارىء من أجل التحدث عن غزة، وما تتعرض له غزة وشعب غزة، والقطاع وكل فلسطين، انطلاقا من بوابة غزة، وميادينها الملتهبة في هذه المرحلة الخطيرة.لكن وقبل ان نتحدث عن غزة وجراح غزة لا بد ان نتوقف عند ما يجري في عرسال، فما تعرضت له وحدات الجيش اللبناني هو بمثابة جريمة مروعة ارتكبتها مجموعات متطرفة من خارج الحدود ومن داخل اماكن اللجوء السوري داخل البلدة، وهي اعمال ارهابية مدانة ومرفوضة، لكن ايضا تستحق الحذر مما يخطط له البعض من نقل الصراع في سوريا الى الداخل اللبناني ومخاطر تعميم الفتنة.
اضاف :"اننا اذ نؤكد على وجوب الدعم المطلق للجيش والقوى الامنية، وعلى دعم خيار الدولة الحامية لمواطنيها ندعو الى الاسراع لتمكين الدولة بمؤسساتها من فرض سيطرتها وسيادتها على تلك المنطقة وتجنيب البلدة ولبنان مخاطر النار السورية.
وقال :"بالعودة الى غزة اقول اننا نلتقي اليوم ولم تتعب بعد آلة القتل العدوانية من نشر الموت والدمار والتهجير في مخيمات ومناطق غزة وجملة القطاع، موت لا يرحم طفلا أو شيخا، طفلة أو إمرأة، ولا يستثني أحدا من أحكامه الظالمة".
إن ما تشهده مختلف مناطق القطاع من قتل عشوائي لا يرحم، قد أظهر، بما لا يدع مجالا للشك، أن المحرقة الصهيونية للشعب الفلسطيني مفتوحة إلى الآن على أكثر من 1900 شهيد و9000 جريح مسجلين في قوائم المستشفيات.
هذه المستشفيات التي يتم استهدافها بينما تعاني من استحالة التعامل مع قوافل المصابين حتى ضاقت الغرف والممرات بالجرحى، وسط عجز عن مساعدتهم، ناهيك عن غرف التبريد. إن هذه المجزرة المروعة التي تطال بنيرانها المدنيين في المقام الأول، لا يبدو أن إسرائيل في وارد إيقافها عند حدودها، بل العكس هو المتوقع فمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر يضرب تباعا عرض الحائط بالنداءات والقرارات الدولية، ويعمد إلى توسيع رقعة عمليات جيشه، ويدفع بأعداد إضافية من جنود الإحتياط الذين يتم استدعاؤهم للمشاركة القتالية.
إن دك وتدمير المرافق العامة والممتلكات الخاصة في القطاع يستهدف، في ما يستهدفه، جعل إمكانية الحياة مستحيلة أمام أهل القطاع الذين سبق وذاق معظمهم طعم التهجير عن أرض فلسطين وربوعها. إن قصف المستشفيات ومحطة الكهرباء وخطوط إمداد المياه والطرقات والمساجد والكنائس والأسواق والمباني وقصف مدارس الأونروا التي تعلم اسرائيل تماما أن نازحين من الأحياء الأكثر استهدافا يقيمون فيها، ليس خطأ عسكريا، بل عملية مقصودة للقول للشعب الفلسطيني، بأطفاله وكهوله ونسائه ورجاله أن الموت سيظل يطارده من دون رحمة، وأن راية وعلم الأمم المتحدة وكل المواثيق الدولية لن تحقق له ولو الحد الأدنى من الإطمئنان على حقه الطبيعي بالحياة وشعوره بالأمن والسلام، إن الإستهداف بالنار للإعلاميين ومكاتبهم وأطقم الأجهزة الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين ومرضى ومنقذين ورجال أطفاء وغيرهم من العاملين في ظل ظروف قاسية من أجل التخفيف من العذابات المرعبة، وتعريض حياة المدنيين للخطر، وتدمير مرافق حياتهم ومراكزهم الدينية والثقافية والتعليمية والحياتية وغيرها ... إن كل هذه الارتكابات المقصودة والمخططة تجعل من هذا الاستهداف بمثابة عدوان يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب الموصوفة في اتفاقيات جنيف التي تحدد كيفية التعاطي مع المدنيين خلال الحروب. إن ما أقدمت عليه إسرائيل في خان يونس وحي الشجاعية وجباليا وبيت حانون وبيت ياحون ورفح وفي مختلف الأحياء والمخيمات، يؤكد مرة إضافية أن إسرائيل لا تملك في مواجهة الحق الفلسطيني والقرارات الدولية بالاعتراف بحقوقه البديهية المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وكسر الحصار وإطلاق المعتقلين وسجناء الرأي وغيرها من أشكال العنصرية والاستعمار، لا تملك إسرائيل إزاء ذلك كله، سوى آلة حربها، تسلطها على البشر، فتحيل أجساد الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والشباب، أشلاء ممزقة ملقاة في الطرقات وعلى الشواطئ وبين مقاعد الدراسة ومراكز التسوق. وتجعل من الحجر في المستشفيات والبيوت والمدارس ومراكز العيش والتعليم واللعب والتسوق والترفيه أكواما من الحجارة، يبحث الناجون بين أنقاضها، بأيديهم العارية عن أحبتهم. إن إبادة مئات العائلات عن بكرة أبيها تحت ردم المنازل، وفي المدارس التي قصدوها للحفاظ على حياة أطفالهم، لا يذكر سوى بالجرائم النازية التي سقط القائمون بها أمام قوس العدالة الدولية في نهاية المطاف.
وتابع منيمنة :"إن تشريد المدنيين مجددا، وسط حال الحصار الخانق، والذين بلغ عددهم حوالى نصف سكان القطاع الذي يضم مليون وثمانماية ألف فلسطيني يظهر حجم المأساة التي يعاني منها أهل فلسطين على يد آلة الحرب الصهيونية الهمجية. انطلاقا من هذه المعطيات وما يعرفه كل منا، بادرت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، في رئاسة مجلس الوزراء، إلى إطلاق حملتها لدعم غزة وشعبها. نحن نعلم أن الظروف التي يجتازها لبنان والقطاعات الاقتصادية فيه والأفراد، تتميز بالضيق، لكننا نرى في الوقت ذاته، أن دعم صمود غزة وأهلها ومواطنيها هو دعم للبنان وفلسطين والشرق العربي بأسره في مواجهة التطييف والمذهبة والحروب الأهلية المتنقلة بين ساحاته. إن المبادرة إلى دعم غزة هو تأكيد على موقع فلسطين ودورها كقضية مركزية للعرب تجمع بينهم بعيدا عن المشاريع الفئوية. وكما تجمع فلسطين بين كل العرب باعتبارها قضية حق وعدالة فإنها في الوقت ذاته تجمعهم إلى مختلف الشعوب المؤمنة بحق الانسان في الحرية والكرامة والتقدم والعدالة.
وقال:"إن إسرائيل تعلن من خلال تنفيذ نكبة متجددة في القطاع الذي يعاني من إكتظاظ لا مثيل له على وجه الكرة الأرضية أن هذه الكارثة التي تنفذها بالحديد والنار ترد على قيام حكومة المصالحة الوطنية وضرب مشروع الدولة الفلسطينية الذي تنضوي في إطار تأييده كل شعوب العالم ومعظم حكوماته وتأييد سياسة الحصار والخنق على أهل القطاع الذين تعرضوا في الاعتداءات المتكررة إلى خسائر بشرية ومادية فادحة لم يبرأوا منها بعد، ولم يحصلوا على المساعدات التي تعيد ترميم أكثر من 60 ألف وحدة سكنية ما زالت مجرد أنقاض.
واوضح "إن هذا النداء الذي نوجهه إلى كل أب وأم، إلى كل شاب وفتاة، وإلى كل طفل وطفلة حتى، نأمل من خلاله، أن يقدم كل منا ما يشتري حبة دواء، كيس مصل، كرسيا مدولبا، خيوط تضميد الجراح وعلبة الحليب للصغار، أو يبني حائط مدرسة من مدارس الأونروا أو يرمم فجوة في مستشفى من مستشفيات المدينة المتضررة، أو يساعد واحدة من الأسر المنكوبة على الصمود رغم ثخانة الجراح التي تحملها.
وختم منيمنة :" أيها اللبنانيون إن هذه المبادرة التي تتولاها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تؤكد على توحد اللبنانيين في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وصموده دفاعا عن حقه بالحياة الكريمة العادلة. إن لبنان الذي ذاق عذابات العدوان ودفع من دمائه الكثير، من واجبه أن يقف إلى جانب فلسطين، كما وقف الكثير من الأشقاء والأصدقاء إلى جانبه يخففون من وقع الحرب وآثارها الدامية عليه".