تفاوتت ردود الفعل على زيارة البطريرك بشارة الراعي للأراضي الفلسطينية، بين مؤيد ومعارض. أمس، أنكر بعض النواب تصريحاتهم التي أطلقوها ضد الزيارة. آخرون عبّروا عن استيائهم من الحملات التي تشن على الراعي، مشيرين إلى أن التهجم عليه يهدد الميثاق الوطني.
لكن خطيئة وصف عملاء جيش لحد بالضحايا ارتكبت، والانقسام بين اللبنانيين وقع بين مبارك لزيارة الراعي ولكل ما يفعله وبين من طالبه بالاعتذار.
أما المدافع الأبرز عن زيارة الراعي، فكان النائب وليد جنبلاط الذي استغرب واستنكر الحملات التي طاولت الزيارة. وفي تصريح لجريدة «الأنباء» قال جنبلاط: «تحفظت عن الزيارة في أثناء جلسة هيئة الحوار الوطني، لكن الراعي سعى خلال الزيارة إلى إعطاء المسيحيين الفلسطينيين بارقة أمل ورجاء في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وهو نجح في الابتعاد عن كل ما يمكن استغلاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي ووضعه في خانة التطبيع المرفوض»، لافتاً إلى أن «التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة والانعكاس السلبي لهذه التطورات على المسيحيين حتّم القيام بخطوة كهذه لما تحمله من دلالات ورسائل مهمة في مقدمها ضرورة التمسك بالأرض مهما اشتدت الصعاب».
الراعي تبلغ رأي
التيار نحن تمنينا عليه إعادة النظر في الزيارة
قبل حدوثها
وتابع: «أما في ما يخص ما يُسمّى العملاء، فمن المفيد التذكير بأن هؤلاء ينتمون إلى جميع المذاهب والطوائف، فلماذا لا تتم إحالة المتورطين منهم إلى المحاكمة، كما حصل لنظرائهم؟ أما أسرهم وأولادهم ممن أجبرتهم ظروف الاحتلال على التعاطي بشكل أو بآخر مع العدو، فلا تنطبق عليهم صفة العمالة». وقد أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان أمس أن «جنبلاط تلقى اتصالاً هاتفياً من الراعي، ثمن فيه موقفه».
وقد وصل الانقسام في المواقف حول الزيارة إلى داخل التيار الواحد. إذ قال مسؤول العلاقات الخارجية في التيار الوطني بسام الهاشم إن «التيار لم يؤيد زيارة البطريرك، ولكن يجب وضعها خارج دائرة الاتهامات والنيات».
أضاف: «الراعي تبلغ رأي التيار رسمياً، نحن تمنينا عليه إعادة النظر فيها قبل حدوثها». وأوضح أن «حزب الله تصرف بمنتهى الدقة مع الزيارة، وذلك بعد أن تدخلنا لعدم بحث الموضوع في الإعلام».
ورأى هاشم في حديث تلفزيوني أن «موقف الراعي من عملاء إسرائيل خروج عن الساحة الرعوية، وبرأيي الشخصي هذا الموضوع «خطأ كبير» مع احترامي وحبي الكبير للراعي». سائلاً: «كيف يعطي الراعي صك براءة للعملاء، وبعض منهم قتل، وهناك أبرياء ولكنّ هناك مجرمين». وجهة النظر هذه خالفها عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا، الذي أوضح في بيان أن «الراعي قام بزيارة رعوية».
أما ما قيل عن العملاء، فقال نقولا: «موقفنا واضح ومثبت في وثيقة التفاهم بين التيار وحزب الله الذي ينص على أنه «انطلاقاً من قناعتنا أن وجود أي لبناني على أرضه هو أفضل من رؤيته على أرض العدو، فإن حل مشكلة اللبنانيين الموجودين لدى إسرائيل يتطلّب عملاً حثيثاً من أجل عودتهم إلى وطنهم»».
وفي اتصال هاتفي مع الراعي، عبّر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عن استنكاره الشديد للحملات التي تطاوله، مشيراً إلى أنها «حملات وقحة تتخطّى كلّ الأعراف والأصول اللبنانية، لا بل، وفي ما مكان ما، تشكّل مسّاً بميثاق العيش المشترك».