الرئيس في لقائه مع أوباما: ليس لدينا وقت لنضيعه
واشنطن 17-3-2014
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس 'ليس لدينا وقت لنضيعه لأنه ضيق جدا، خاصة أننا نعيش في الشرق الأوسط بظروف صعبة للغاية، ونأمل أن تستغل هذه الفرصة للوصول إلى سلام'.
وقال الرئيس عباس في البيت الأبيض قبيل محادثات يجريها مع نظيره الأميركي باراك اوباما، بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مساء اليوم الإثنين، 'هناك اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين من خلال الوزير كيري حول قضية الأسرى، ونأمل أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من آذار الجاري، وهذا سيعطي انطباعا بجدية المساعي التي نبذلها ككل لتحقيق السلام'.
وأشار الرئيس عباس إلى أنه منذ عام 1988 نمد أيدينا لجيراننا الإسرائيليين من أجل سلام عادل، ومنذ ذلك الوقت اعترفنا بقرارات الشرعية الدولية وكان ذلك موقفا شجاعا من القيادة في ذلك الوقت، وفي عام 1993 اعترفنا بشكل واضح بدولة إسرائيل.
وأكد الرئيس عباس مواصلة العمل من أجل حل قائم على أساس الشرعية الدولية وحدود 67، ليحصل شعبنا على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.
وشكر سيادته نظيره الأميركي على الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه أميركا للدولة الفلسطينية لتقف على قدميها، وإتاحة هذه الفرصة التاريخية لمتابعة الجهود التي تبذلها الاداة الاميركية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وقال سيادته 'نعول على الجهود التي تبذلونها رغم مشاغلكم الدولية الكثيرة، من أجل الوصل إلى سلام في أقرب فرصة'.
بدوره، قال الرئيس أوباما: 'سنتحدث خلال الاجتماع عن شيء نعمل من أجله منذ وقت طويل، والرئيس عباس يعمل عليه منذ وقت طويل، وهو كيفية إنجاز السلام الشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين'.
وأضاف 'أثني على الرئيس عباس وهو الشخص الذي نبذ العنف وسعى بثبات نحو حل دبلوماسي وسلمي يسمح لدولتين أن تعيشا جنبا إلى جنب بسلام وأمن، دولة تسمح بالكرامة والسيادة للشعب الفلسطيني ودولة تتيح للإسرائيليين الشعور بالأمن والسلام مع جيرانهم'.
وتابع أنه من الواضح أنه هدف ليس بالهين، ولهذا السبب أخذ منا عقودا للوصول إلى النقطة التي نحن عليها الآن، لكننا نبقى على قناعة بأن هنالك فرصة وأعتقد أن كل شخص يفهم النتائج التي يمكن أن تظهر عليها صفقة السلام بما فيها تسوية على الأراضي بين الجانبين على أساس حدود 1967 مع تبادل متفق عليه على الأراضي، بحيث يمكن أن يضمن إسرائيل آمنة ويضمن أن يكون للفلسطينيين دولة ذات سيادة بحيث يستطيعون تحقيق الطموحات التي يسمون إليها منذ أمد بعيد.
وأوضح أوباما أن كيري يعمل بجد مع الجانبين، وكما قلت لنتنياهو عندما كان هنا قبل أسبوعين أعتقد أن الوقت الآن ليس تمسك قادة الجانبين بفرصة السلام فقط، إنما على الشعبين أن يفعلا ذلك أيضا، لكن علينا التعاطي مع العديد من التفاصيل التي يجب أن نناقشها، إنها صعبة وتحمل تحديات كثيرة ويجب أن نأخذ بعض القرارات السياسية الصعبة إذا أردنا التقدم في عملية السلام.
وقال 'أملي أننا يمكن أن نرى التقدم في هذا المجال في الأيام والأسابيع المقبلة، وأود أن أشير إلى أن السلطة واصلت بناء مؤسسات قوية تحضيرا لليوم الذي يحصل فيه الفلسطينيون على دولتهم'، مؤكدا أهمية سيادة القانون والشفافية والإصلاح الفعال بحيث لا يكون للفلسطينيين دولتهم على الورق لكن الأهم أن تكون الدولة التي يستحقها الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت داعما قويا للسلطة الفلسطينية، وإننا أكبر داعم للمشاريع الإنسانية ونواصل عملية المساعدة في التنمية الاقتصادية والازدهار بالشعب الفلسطيني خاصة الشباب مثل الذين التقيتهم في رام الله.
وتابع 'أتطلع إلى نقاشات مثمرة، وأواصل الأمل بأنك ورئيس الوزراء الإسرائيلي والأهم الشعب الفلسطيني والإسرائيلي أن يكونا على استعداد للتحرك باتجاه روح جديدة من التعاون والتفاهم'.
ورحب أوباما بالرئيس عباس في المكتب البيضاوي، مشيرا إلى أنه قبل عام في مثل هذا الأسبوع كانت له فرصة زيارة الأرض الفلسطينية، وكان لي وقت رائع أمضيته في لقاء عدد واسع من المسؤولين وممثلي المجتمع المدني ورجال أعمال فلسطينيين بما في ذلك الشباب الواعد وأعتقد أن لديهم أمل كبير في المستقبل.
وعُقد اجتماع موسع بين الرئيس عباس ونظيره الأميركي، وثم لقاء منفرد، واستكملت المحادثات على غداء عمل، انضم إليه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' محمد اشتية، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومستشار الرئيس أكرم هنية، وسفير فلسطين في واشنطن معن عريقات.