حفل تأبيني للإعلاميين رضوان أبو عياش وعارف سليم في رام الله

رام الله 21-4-20133

 أقامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في رام الله، مساء اليوم الأحد، حفل تأبين لمؤسس هيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيسها الأسبق رضوان أبو عياش، وللإعلامي القدير عارف سليم.

 ونقل مستشار الرئيس السياسي نمر حماد، في كلمته ممثلا عن الرئيس، تحياته وتقديره لهذه المبادرة الوفية المتمثلة بإقامة هذا المهرجان لتكريم فرسان الإعلام الفلسطيني، الفقيد رضوان أبو عياش، والفقيد عارف سليم، وعبد الكريم عودة، وقبلهم المئات ممن ارتقوا في طريق كفاحنا الوطني الطويل.

وأشاد حماد بدورهم الكبير والبارز في مسيرة إعلامنا الوطني، 'حيث بفضلهم تمكن الإعلام الفلسطيني من دحض الرواية الإسرائيلية الزائفة، وتعرف العالم على عدالة قضيتنا ووجاهة مطالبنا، ونهضت مؤسساتنا الإعلامية وتطورت وتأهلت لمخاطبة العالم بالوسائل المعاصرة، وتتلمذت أجيال من الإعلاميين الشباب الذين أصبحوا مستعدين لإكمال المسيرة نحو الحرية والاستقلال والدولة كاملة السيادة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشريف'.

وأشار إلى أن الراحلين تركا بصمات لا يمكن أن تنسى على صعيد العمل الإعلامي داخل الوطن وخارجه، قائلا: 'ارتقى عدد كبير من رجال الإعلام على طريق الكفاح الوطني الطويل، الذي خاضه الشعب الفلسطيني، هؤلاء سيبقون منارا تهتدي به الأجيال المقبلة، من أجل حرية شعبنا، التي كانت الحلم والهدف بالنسبة إليهم وإلينا جميعا'.

ورأى أن الوفاء لذكرى شهداء الإعلام ورجالاته الراحلين، يستدعي تذكرهم وتكريمهم، ومواصلة الدرب الذي سلكوه، وعدم الاكتفاء بما تحقق حتى الآن، وعلى إعلامنا فهم لغة العصر الجديد، وأن يدرك الانعطافات الجوهرية التي طرأت على الإعلام العصري، وأن يشدد على قيم التعددية، واحترام حقوق الإنسان، والشفافية، والارتقاء بأدواته التكنولوجية، ويتكيف مع اتجاه المعرفة إلى اللامركزية وإلى اتساع الشرائح الاجتماعية المشاركة في نشر وتعميم الخبر والصورة والفيلم والتعليق.

بدوره، عبر رئيس مجلس أمناء الهيئة وإدارتها رياض الحسن، عن اعتزازه بدور الراحلين أبو عياش وسليم في خدمة مسيرة الإعلام، والقضية الوطنية، وأنهما حملا على أكتافهما عبء الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبهم، وساهما في بلورة الهوية الوطنية، ولعبا دورا أساسيا في توحيد قوى شعبنا ضد الاحتلال، ومقاومة التيارات الانقسامية على امتداد عمر الثورة المعاصرة.

ولفت إلى مساهمتهما على الصعيدين الوطني والكفاحي، ونشر مفاهيم الحرية، والتضحية، والمقاومة، والحق في الحياة، وإنشاء المؤسسات الاعلامية والمنظمات النقابية.

وأشار الحسن إلى صعوبة إيفاء الراحلين حقهما، مؤكدا أنه ستتم مواصلة الدرب الذي نهجوه، لتحقيق الهدف الذي قدموا والشعب الفلسطيني الكثير من التضحيات لأجله.

من جهته، قال وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، 'إن الكتاب والصحافيين الفلسطينيين والعرب، لعبوا دورا مركزيا في فضح السياسات الاستعمارية والاحتلالية، وقادوا الرأي العام إلى الطريق نحو تعزيز الهوية العربية لفلسطين، في وجه محاولات الطمس، والإلغاء الجبارة التي يمارسها الاحتلال يوميا'.

وأضاف: 'شهداء ثورة الكلمة الفلسطينية وهم بالمئات، حولوا خرافة انتصار القوة الغاشمة من المطلق إلى النسبي، وأثبتوا إمكانية دحرها أمام قوة الحق والمنطق، وحشد الجماهير خلف الكلمة'.

وذكر أن أفضل سبيل لتكريم شهداء الإعلام، يتمثل بإيجاد الأجواء المساعدة لتطوير الأداء الإعلامي على المستويين التقني والتشريعي، وفتح آفاق حرية التعبير، وجعل فلسطين والوطن العربي نموذجا للحريات الإعلامية، وأن يكون التكريم في حياتهم قبل أن نستذكرهم في مماتهم.

بدوره، ذكر نائب نقيب الصحافيين ناصر أبو بكر، في كلمة النقابة، أن أبا عياش وسليم، يعتبران رمزيين إعلاميين، ومعلمين لكثير من العاملين في الحقل الإعلامي، وكان لهما بصمات واضحة ومميزة في النهوض بواقع إعلامنا.

وأوضح أبو بكر أن النقابة ستنظم لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من شهر أيار المقبل، مهرجانا لتكريم أبو عياش وسليم، وعددا من شهداء الإعلام الفلسطيني والذين قدموا الكثير للارتقاء بإعلامنا.

وأثنى النائب السابق حسام خضر في كلمة حركة 'فتح'، على الراحلين أبو عياش وسليم، مشيرا إلى تجربتهما الزاخرة في المجال الإعلامي، ودورهما المميز الذي لا ينسى لدعم وتطوير واقع إعلامنا على مدار العقود الماضية، ونشر صورة مميزة عن واقع ثورتنا، وإيصال رسالة شعبنا إلى كافة بقاع العالم.

وأوضح أن الإعلام الفلسطيني شكل هامشا، واستوعب تجربة ديمقراطية، ونجح في طرح الكثير من مكامن الخطأ.

وألقى وكيل وزارة الأوقاف خميس عابدة، والإعلامي زعل أبو رقطي كلمة أصدقاء الفقيدين، أشادا خلالها بدور الراحلين في مجال تطوير الإعلام ودورهما البارز في النهوض بواقع الثورة من خلال نقل الصورة المميزة.

كما ألقت صمود أبو عياش ووائل العارف كملة ذوي الفقيدين، استذكرا فيهما الراحلين ومناقبهما، كما أشادا بدور هيئة الإذاعة والتلفزيون في تنظم هذا الحفل التأبيني.

وفي ختام الحفل، جرى تكريم ذوي الراحلين أبو عياش وسليم، كما جرى تكريم كوكبة من ذوي الشهداء العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون.