وضع حجر الأساس لمشروع 'المتحف الفلسطيني' في بيرزيت
رام الله 11-4-2013
احتفلت مؤسسة 'التعاون'، اليوم الخميس، بوضع حجر الأساس لمشروع 'المتحف الفلسطيني' في بلدة بيرزيت شمال رام الله.
وأكد رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، في كلمة بالإنابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أهمية المشروع، معتبرا إياه 'صرحا وطنيا مهما، يجسد إرادة وطنية صلبة للحفاظ على اسم فلسطين وتراثها الوطني والحضاري'.
وأشار إلى المسيرة العظيمة لشعبنا، وتحديه وقهره للاحتلال، مضيفا 'هذه الأرض عصية على الدخلاء والغزاة الطامعين في مقدساتها، وثرواتها، وحضارتها'.
وبين الأعرج أن شعبنا قدم على مدار تاريخه الطويل أروع النماذج والأمثلة في التعايش، والتسامح، لتظل فلسطين مركزا خالدا للعبادة، والدعوة للخير والسلام. وأضاف: أن ما يتعرض له شعبنا من قبل الاحتلال، ليس من قبيل الصدفة، بل سياسة ممنهجة ومدروسة.
ورأى أن كافة المحاولات الإسرائيلية لتدمير الأماكن المقدسة، والأثرية والتاريخية، وضم أسوار القدس، ومسجد 'بلال بن رباح' في بيت لحم، وغيرهما من قبل ما يعرف بـ'دائرة الآثار الإسرائيلية'، يندرج في إطار العمل لطمس التاريخ الوطني العريق، مؤكدا أن كل ما هو على هذه الأرض، يشهد على قدمها، وعراقة انتمائها الإسلامي المسيحي الراسخ.
وبين أن إقامة المتحف يزخر بالمعاني، ومن أبرزها استمرار الجهود للتصدي لكافة محاولات طمس الهوية الوطنية، وحرص دولة فلسطين على الحفاظ على تراثها الوطني والحضاري.
وقال: إن معركة الصمود والبناء التي يخوضها شعبنا، كانت وستظل ملتزمة بالحفاظ على طابعها الوطني، وتراثها الحضاري. داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود في مواجهة غطرسة الاحتلال، وسياساته وإجراءاته الممنهجة عبر خطة إستراتيجية تساهم فيها شتى الهيئات، لترقى إلى مستوى التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وإلى وضع خطة وطنية إعلامية لتعزيز صمود أبناء شعبنا في القدس، وكشف ما يتعرضون له من انتهاكات، معتبرا أن وضع حجر الأساس اليوم، خطوة مكملة للمتحف الفلسطيني الموجود في القدس، الذي علينا أن نحافظ عليه، وسنستعيده قريبا.
من جهته، بين رئيس مجلس أمناء المؤسسة نبيل القدومي، أن وضع حجر الأساس يأتي في خضم احتفالات المؤسسة بمرور 30 عاما على تأسيسها، مبينا أن هذه الخطوة تشكل محصلة جهود متواصلة على مدار 15 عاما، عندما برزت فكرة المشروع.
وقال: المتحف قصة جيلين، قصة رجال حلموا به، ورجال ونساء حولوا الحلم إلى حقيقة فالمتحف تكريس لمبدأ العمل التراكمي، والتكاتف بين من تجمعهم الأهداف، ونحن كشعب فلسطيني وعربي معا ننجح في تحقيق طموحاتنا حين نفكر ونعمل سويا.
وأردف: 'يواجه شعبنا منذ عقود طويلة محاولات لطمس هويته، وتزوير تاريخه، وهو ما واجهته الثقافة الفلسطينية، ورموزها من المفكرين والمبدعين الذين ساهموا في حماية الهوية من الاندثار.
وأوضح أن المتحف الذي يقام بالقرب من جامعة 'بيرزيت' يمثل شاهدا على فلسطين الحية، وهو يدشن مرحلة جديدة عبر رؤية عصرية تنسجم مع التطور الحضاري، كما أنه يعتبر من أهم المبادرات التنموية لمؤسسة 'التعاون'، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، مبينا أن تصميم المتحف استوحي من الريف، ضمن رؤية تحقق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.
وذكر أن المتحف سيمتد على مساحة 40 ألف متر، مبينا أن العمل جارٍ على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، المقرر أن تتواصل حتى الربع الأخير من العام المقبل، وستبلغ كلفتها 20 مليون دولار.
بدور، نوه رئيس فريق العمل بالمشروع عمر قطان إلى مساهمة مؤسسة تعاون في تنمية أسس البنية التحتية الإنسانية للمجتمع، معربا عن أمله بأن يوفر المتحف مساحة واسعة من المعلومات عن فلسطين والفلسطينيين، وأن يحتضن حوارا متواصلا لأهم القضايا التي تهم المجتمعات في كافة أنحاء العالم فهو ليس موجها للفلسطينيين فقط.
وذكر أن مشروع المتحف عاش طويلا فكرة وطموحا، قبل أن يتحول إلى عمل على أرض الواقع، لافتا إلى أن المتحف يمثل أحد أهم المبادرات الخاصة بمؤسسة 'التعاون'، التي أشاد بدورها في تنمية المجتمع.
وبين أن المتحف سيكون أكثر من بناء تقليدي يضم معروضات ومقتنيات، باعتباره سيكون مؤسسة عابرة للحدود السياسية والجغرافية، ولن يكتفي بالعمل للحفاظ على التراث وتأكيد الهوية، بل سيتعداها إلى المساهمة في النهوض بالمجتمع وثقافته.
وأوضح أن المتحف سيسعى إلى إنجاز شراكات على أوسع نطاق ممكن، بما يجعل لفلسطينيي الشتات مؤسسة تحتضنهم، وتتيح لهم المجال للمشاركة، والمتحف واحد من المؤسسات التي تشارك في عملية التأثر والتأثير في المجريات الثقافية محليا وخارجيا.