الرئيس: إسرائيل تريد الفوضى ولن ننجر لمربعها
كرّم شهداء مركز الأبحاث الفلسطيني الذي فجّر في بيروت
رام الله 25-2-2013
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن الجانب الإسرائيلي يريد الفوضى من خلال قتل الأطفال، مؤكدا أن قضية استشهاد الأسير عرفات جرادات لا يمكن أن تمر ببساطة.
وأضاف الرئيس، اليوم الإثنين، خلال حفل تكريم شهداء مركز الأبحاث الفلسطيني الذي فجّر في بيروت عام 1983: نحن نعرف كيف سنتصرف، ولن نسمح لهم (الإسرائيليين) بجرنا إلى مربعهم، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية'.
وتابع: 'الأسير الشهيد جرادات ذهب إلى السجن ليعود جثة هامدة، ونحن مصرون على معرفة كيف تم ذلك ومن الذي قام به'.
وقال سيادته: لن نسمح لهم باللعب بحياة أبنائنا، فهم يتصدون للأطفال ويقتلونهم باستخدام الرصاص الحي، وكذلك لن نسمح بأن يبقى أسرانا في سجون الاحتلال طوال حياتهم على ذنوب لم يقترفوها.
وأضاف أن الإسرائيليين يريدون أن يصلوا إلى مرحلة نحن لا نريدها، ولكن عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما يقومون به.
وتابع: نحن نطالب بالسلام المبني على العدل واجتثاث الاستيطان، لأننا دولة تحت الاحتلال، وحسب اتفاقية جنيف الرابعة، على إسرائيل ألا تغير من طبيعة الأرض التي احتلتها، أو تنقل سكانها إليها.
وأشار الرئيس إلى قرار مجلس حقوق الإنسان الذي أكد ضرورة قيام إسرائيل باجتثاث استيطانها في فلسطين، وأن تعيد سكانها إليها دون تغيير في الطابع الجغرافي أو الديموغرافي، وفي هذه الحالة يكون السلام قائما لأننا نريد فعلا السلام.
وقال: هم يتحملون المسؤولية. نحن طلاب سلام مبين على العدل والحرية والحق، ومن وجهة نظرنا السلام يعني دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ودون القدس لا سلام ولا دولة.
وأضاف الرئيس: هناك قضايا الوضع النهائي، يجب أن تكون كلها على طاولة البحث مع الإسرائيليين، ونحن لن نقبل بأقل من الشرعية الدولية، ونقول لكل دول العالم بما فيها أميركا والرباعية، إننا طلاب سلام.
وتطرق سيادته إلى تكريم شهداء تفجير مركز الأبحاث، قائلا: إن الشعب الذي لا يعرف تاريخه لا مستقبل له، لذلك نحن نستذكر شهداءنا وجرحانا ومبدعينا لنعطي كل ذي حق حقه، وتاريخنا حافل بالنضال والكفاح والرجال العظماء الذين تركوا بصماتهم على التاريخ.
وقال الرئيس إن القيادات الفلسطينية التي أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية وأطلقت الرصاصة الأولى، تنبهت مبكرا الى أهمية القلم الى جانب الرصاصة، فأقامت مركز الأبحاث الفلسطيني، ومركز الدراسات الفلسطينية، لتكون البندقية مثقفة تعرف كيف تطلق وعلى من تطلق.
وأضاف سيادته أن الفكر ينير طريق الثائر، ويهديه إلى الحق والعدل، لذلك أدركت إسرائيل أن القلم أخطر أحيانا من الرصاص فقامت باستهداف الكتاب والمثقفين، كغسان كنفاني وكمال ناصر وآخرين غيرهما، لأنها لا تريد لهذه البندقية أن تفكر، باعتبار أن البندقية الجاهلة يمكن ضربها وقمعها وتحييدها.
وأشار الرئيس الى أن تكريم كوكبة الشهداء اليوم هي لمسة وفاء وعرفان بالجميل للمناضلين، مؤكدا ضرورة تكريم مجموعة أخرى لها بصماتها على القضية الفلسطينية والعلم، كالعالم الأديب وليد الخالدي، وأنيس الصايغ، ويوسف وفايز الصايغ، الذين تربينا على أقلامهم لنقول لهم لقد فعلتم الكثير من أجلنا فشكرا لكم.
وأكد الرئيس أن العقود الطويلة من الكفاح والنضال الفلسطيني يجب ألا تنسى، لذلك نتذكر مفتي فلسطين، وأحمد الشقيري الذي أسس مركز الأبحاث، لأننا دون هذا الفكر لا يمكن أن نصل الى النصر والاستقلال.
وقال: اليوم نكرّم كوكبة من شهدائنا، ونأمل أن نكرم المناضلين الأحياء الذين قدموا الكثير لفلسطين وشعبها.
ومنح رئيس دولة فلسطين نوط القدس، للشهداء: حنة شاهين جريس، وصباح كردية، وصبحي علوان، وسعاد الحايك، ومحمد عبد الله عزام، ومنى خطاب، وسليم العيساوي، وسناء عودة الذين سقطوا دفاعا عن مركز الأبحاث الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، تكريما لأرواحهم وتقديرا لصمودهم وتفانيهم في خدمة فلسطين.
من جهته، أشار المشرف العام على مجلة شؤون فلسطينية سامي مسلم، إلى الشهداء الثمانية الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي على مركز الأبحاث في بيروت، وهم: حنة جريس، وصباح كردية، وصبحي علوان، ومنى حطاب، وسليم العيساوي، وسناء عودة، ومحمد عبد الله عزام، وبهاء الدين منصور.
وقال: لم نستطع بسبب الظروف التي كنا نمر بها في بيروت، أن نقيم حفل تكريم لهؤلاء الشهداء، وهذا التكريم هو الأول لهم وجاء بتعليمات من الرئيس محمود عباس الذي قرر أن يمنحهم 'نوط القدس' تقديرا لبطولاتهم وصمودهم خلال الغزو الإسرائيلي للبنان، وتقديرا لدفاعهم عن موقع عملهم واستشهادهم فيه.
وأشاد مسلم بقرار الرئيس إعادة افتتاح المركز وإعادة إصدار مجلة 'شؤون فلسطينية' التابعة له والصادرة عنه.
وفي كلمته، قال رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية سميح شبيب، إن الرئيس أصدر عام 2011 مرسوما، لتشكيل لجنة لإحياء مركز الأبحاث الفلسطينية، كما تشكلت لجنة خاصة لإصدار مجلة 'شؤون فلسطينية'، حيث صدر العدد 246 في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات.
وبيّن أن المجلة حققت نسبة توزيع عبر اشتراك السفارات والجامعات والمؤسسات الثقافية الفلسطينية في مختلف دول العالم، رغم الصعوبات التي تواجهها.
وتحدث شبيب عن إصدارات مركز الأبحاث الفلسطينية من الكتب والأوراق البحثية، بالإضافة إلى نشرة متابعات إسرائيلية، مشيرا إلى أن 'شؤون فلسطينية' محاولة لبناء المركز ودوائره الجديدة.
بدوره، استعرض صبري جريس الذي شغل منصب رئيس مركز الأبحاث الفلسطينية سابقا، المسيرة التاريخية لعمل المركز، مشيرا إلى أنه تعرض لاعتداءات متكررة، وعمليات السلب والنهب.
وأكد أن المركز وصل ذروة عطائه قبل عملية تفجيره، حيث بذلت جهود كثيرة من مختلف الأطراف في سبيل ذلك، كما أن التطورات السياسية ساعدت في تطوره في ذلك الوقت.
وحضر حفل التكريم: أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، وعدد من الكتاب والأدباء والشعراء والمثقفين.