
الاحتلال يحرم آلاف المسيحيين من الوصول للقدس لإحياء 'أحد الشعانين'
القدس 24-3-2013
حرم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، آلاف المواطنين من أبناء الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي، من الوصول إلى مدينة القدس لإحياء عيد 'أحد الشعانين'، وهو الأحد الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة.
وأحيا آلاف المسيحيين ممن تمكنوا من الوصول إلى جانب الوفود السائحة التي جاءت من مختلف أنحاء العالم، أحد الشعانين في مدينة القدس، منطلقين من البلدة القديمة حتى كنيسة بيت فاجي في جبل الزيتون.
وشارك المسيحيون والوفود السائحة في مسيرة ضخمة استمرت حتى ساعات المساء، حملوا فيها أعساف النخيل، ورددوا تراتيلا وهتافات منها كلمة 'اوشعنا' في مظاهر احتفالية يعيدون فيها إحياء دخول السيد المسيح عليه السلام منتصراً إلى مدينة القدس ليكون معلماً للمحبة وغيرها من التعاليم السماوية.
وجابت المسيرة شوارع المدينة ومرت بعدة كنائس، منها كنيسة الجثمانية إلى البلدة القديمة عبر باب الأسباط وصولاً إلى كنيسة القديسة حنة، بمرافقة فرق الكشافة وبطريرك القدس للاتين فؤاد طوال، ولفيف من رجال الدين وأبناء الرعية.
وقال الشاب نيكولا جحا القادم من بيت لحم لـ'وفا' إنه جاء من بيت لحم بمفرده نتيجة عدم استصدار الاحتلال تصاريح لباقي أفراد أسرته تسمح بدخول القدس، مضيفاً أن 'كل إنسان له الحق في حرية التنقل، ونحن نفتقر لهذا الحق بفعل الجدار العنصري والحواجز التي تعيق حركتنا وتنقلنا بين مدننا الفلسطينية، وهذا الأمر يتجلى ونشعر به أكثر في الأعياد والمناسبات الدينية، فاليوم أحتفل بعيد أحد الشعانين وأنا أشعر بحزن وغصة لأنني أتيت بمفردي وباقي أفراد أسرتي حرموا من إحياء هذا العيد في المدينة المقدسة.'
من جانبه، قال الأب إبراهيم الشوملي 'إن مدينة القدس أسيرة ومحاصرة، فاليوم كان من المفترض أن تتضاعف أعداد الوافدين لها من المؤمنين من كل أنحاء الأرض المقدسة الفلسطينية إلا أنهم حرموا من الوصول لها نتيجة عدم استصدار تصاريح، فغاب أبناء رعية بيرزيت وجنين وغيرها'.
وأضاف: 'نحن نقول لكل العالم إن القدس هي مدينة السلام والإنسان التي اختارها الله ويجب على كل العالم أن يعمل باتجاه أن يحل السلام في هذه الأرض، وهذه العاصمة الروحية لنا وعاصمة الدولة الفلسطينية، فنحن نطلب السلام لكل الناس بغض النظر عن لونهم وعرقهم وديانتهم'.
وحمل المواطن سهيل زرينة من بيت ساحور لافتة كبيرة عبارة عن تصريح يمنحه الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين للتمكن من دخول مدينة القدس المحتلة، مشيرا إلى أن ما يحمله يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يحرم من الوصول لمقدساته، حيث يستطيع السائح القادم من الدول الأجنبية الوصول لهذه الأماكن بينما يحرم الفلسطيني القاطن في مدنه المحتلة منها، مشدداً على رسالة المحبة والسلام التي تنادي بها الديانة المسيحية وكافة الكتب السماوية.