قراقع يسلم الرئيس الأميركي رسالة من أهالي الأسرى
رام الله 21-3-20113
سلم وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اليوم الخميس، الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعه مع الرئيس محمود عباس، بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، رسالة من أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ورحب أهالي الأسرى، في رسالتهم، بالرئيس الأميركي في فلسطين، معربين عن أملهم أن تكون هذه الزيارة خطوة جديدة وإلى الأمام في ترسيخ أسس السلام العادل في المنطقة، وإنهاء هذا الصراع الدامي الذي دفع شعبنا خلاله ثمنا غاليا وقاسيا.
وقالوا إن الأسرى وأهاليهم يتطلعون إلى هذه الزيارة بروح مفعمة بالامل والتوقعات العالية، 'حيث تحتل قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية مكانا هاما وأساسيا في وجدان المجتمع الفلسطيني، وأن الإفراج عن الأسرى هو مفتاح السلام الحقيقي وأحد استحقاقاته الأساسية الذي يعزز الأمل والقناعة لدى شعبنا بعملية سلام جدية وملموسة في المنطقة'.
وأضافوا: 'لقد اعتقل من شعبنا ما يزيد عن نصف مليون مواطن منذ عام 1967، ولا يزال يقبع في السجون الإسرائيلية ما يقارب 4900 أسيرا وأسيرة، منهم النساء والأطفال والنواب وكبار السن والمرضى والمعاقين والموظفين المدنيين والعسكريين والمعتقلين الإداريين ووزراء سابقين وقادة سياسيين، ويعيشون ظروفا لاإنسانية، وتمارس بحقهم إجراءات تعسفية وتطبق عليهم قوانين عسكرية تنتهك أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان'.
وقال أهالي الأسرى، في رسالتهم، 'نأسف لأن زيارتك تزامنت مع مقتل الاسير عرفات جرادات بسبب التعذيب في أقبية وسجون الاحتلال ومع استمرار إضراب الاسير سامر العيساوي منذ 241 يوما، وحياته أصبحت مهددة بالموت في أية لحظة بسبب تردي وضعه الصحي، وفي أجواء مشحونة بالغضب الشعبي الفلسطيني والقلق نتيجة استمرار الانتهاكات في السجون وإعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة شاليط دون لوائح اتهام ومحاكمة عادلة والخوف على حياة الأسرى المضربين'.
ودعا أهالي الأسرى الرئيس الأميركي 'للتدخل لإنقاذ حياة الاسير سامر العيساوي والإفراج عنه لا سيما أنه حوكم ثمانية شهور على تهمة الخروج من القدس إلى الضفة الغربية، وسوف يحاكم مرة أخرى على التهمة نفسها أمام محكمة عسكرية، وهذه سابقة لم تحصل في تاريخ التشريعات القضائية إلا في إسرائيل'.
وتابعوا: 'كلنا أمل ينتهي الإحساس من نفوسنا بتعميق الاحتلال حتى ضاقت بنا أرضنا وتحولنا إلى شعب في أقفاص، بسبب عدم وضوح الطريق إلى حريتنا واستقلالنا، وأن يصاحب زيارتك إرادة قرار سياسي بتطبيق مرجعيات السلام العادل في المنطقة القائم على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال لشعبنا وأرضنا، وأن يكون ذلك بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المعتقلين ما قبل اتفاقيات أوسلو وعددهم 107 أسرى، إضافة إلى النواب المنتخبين والإداريين والمرضى والأسرى الموظفين والنساء والأطفال، وتنفيذ الاتفاق بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني'.
وقالوا: 'إننا نرى أن أية مفاوضات سياسية قائمة على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، ومستندة إلى المرجعيات الدولية ومبدأ حل الدولتين يجب أن يبدأ بجدولة إطلاق سراح آلاف الأسرى كجزء أساسي من أية تسوية عادلة تؤدي إلى الوصول إلى السلام الشامل'.
وأضافوا: 'انك أكثر من يدعو إلى تعزيز المشترك الإنساني بين الشعوب الذي آن له أن يتطور لبلورة السلام الحقيقي، وأنك أكثر من يعرف الفارق بين ما هو إنساني وما هو عنصري في ثقافة الآخرين، مما يحفزنا على الإيمان العنيد لتجنيد عناصر القوة لإعادة عملية السلام إلى ما تفتقر إليه من مبادئ العدل والمساواة والكرامة وبذل الجهد لتحويل دولة إسرائيل إلى شريك لنا في مواصلة السير إلى الأمام'، مشيرين إلى أنه 'آن الأوان أن ينسحب السجان من ساحتنا وتشفى ضحايانا من آلامها لتحيا من جديد، فلا حياة طبيعية مع الاحتلال وتحت الاحتلال، ولا حياة طبيعية أيضا مع النفس لمن يواصل الاحتلال، ويحتجز الآلاف من الأسرى في السجون والمعسكرات ويزرع العذابات في آلاف البيوت الفلسطينية'.
وقال أهالي الأسرى: 'نضع بين يديك صرخات أمهات وأطفال الأسرى الفلسطينيين الذين لا يريدون سوى حياة طبيعية ككل البشر بكل ما نملك من شهوة إلى الحرية والسلام والتعايش المتكافئ، ولا نريد أن نعود إلى الوراء'، مبينين أن ' الأسرى يملكون ذاكرة حياة وسلام، لا ذاكرة موت، وهذا ما يطلبونه أيضا من الإسرائيليين'.