
الاحتلال يهدم بناية سكنية في بيت حنينا
القدس 5-2-2013
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي برفقة قوات معززة من الشرطة، اليوم الثلاثاء، بناية سكنية قائمة تؤوي أربع أسر من عائلة 'كاستيرو' المقدسية، في حي 'وعر أبو صلاح' ببيت حنينا شمال القدس المحتلة.
وأوضح أحد سكان البناية محمد صالح كاستيرو (52 عاما) لوكالة وفا، أن البناية التي هدمها الاحتلال مكونة من طابقين وأربع شقق سكنية لأربعة أشقاء، وتؤوي 30 نفرا من العائلة، وهي قائمة منذ 6 سنوات وتبلغ مساحتها حوالي 420 مترا مربعا.
وأشار إلى أن الاحتلال سلّم العائلة إخطارا بالهدم منذ 50 يوما، بذريعة البناء من دون ترخيص، إلا أن العائلة عجزت عن التصرف خلال الفترة الممنوحة، مؤكدا جهود حثيثة ومحاولات لاستصدار رخصة للبناية وإنقاذ العائلة من التشرد، فضلا عن الاستعانة بطواقم المحامين لإنقاذ المنزل من الهدم إلا أنها باءت بالفشل.
وقال: 'اليوم وبهدم البناية شُردنا وأصبحنا من دون مأوى، فلدينا الأطفال والنساء وكبار السن، إلى أين سنذهب بعد هدم منزلنا؟ هذه أرضنا ولن نتركها رغم ممارسات الاحتلال التي تحاول اقتلاعنا من أرضنا بشتى الوسائل'.
من جانبه، شدد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والإنسانية زياد الحموري على أن القدس تشهد حربا ديمغرافية ينوي الاحتلال خلالها حسم قضية القدس في العام 2013، عبر الحصول على مدينة تعيش فيها أقلية من العرب الفلسطينيين وأكثرية من المستوطنين.
وأضاف في حديثه لـ'وفا' أن الاحتلال بدأ العام 'بتصعيد وتيرة هدم المنازل وتوزيع المزيد من إخطارات الهدم، والاستيلاء على الأراضي وفرض الضرائب المكثفة واعتقالات الأطفال وسحب الهويات والحصار الاقتصادي، كلها أساليب مكملة تهدف للتضييق على المواطن ودفعه لترك مدينته وبالتالي تحقيق مخطط الاحتلال'.
وبيّن الحموري أنه في الوقت الذي يطبق الاحتلال سياساته على المواطن المقدسي يعلن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، فهو بصدد استقبال 300 ألف مستوطن جديد، إضافة إلى توسيع الاستيطان في القدس الشرقية من خلال مشاريع كثيرة منها“E1” وتوسيع مستوطنات قائمة مثل: 'معاليه ادوميم' و'بسغات زئيف' و'النبي يعقوب'، حتى يصبح عدد المستوطنين في القدس الشرقية منذ العام 1967 حتى اليوم أكثر من نصف مليون مستوطن.
من ناحيته، حذر المختص في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن من أن الاحتلال أوجد ظاهرة البناء من دون ترخيص في القدس نتيجة عدم منحه رخصا للمقدسيين للتوسع والسكن في أراضيهم، قائلا: 'لدينا 20 ألف منزل مبني من دون ترخيص في القدس وبالتالي معرضة للهدم في كل وقت، في حين لم تستصدر بلدية الاحتلال إلا 4 آلاف رخصة بناء فقط لسكان القدس الذي وصل عددهم إلى 310 آلاف مواطن منذ العام 1967، ما يجبر المواطنين على البناء من دون ترخيص والعيش من دون استقرار وآمان لأنهم لا يملكون الخيارات'.
ولفت صب لبن إلى أن الاحتلال يعمل على تحقيق هدفه بترحيل المقدسيين وتهجيرهم بشكل تدريجي فعند هدم كل منزل يتم تهجير العائلات وتعاني التشرد واحتمالية الخروج والسكن خارج القدس بفعل أزمة وجود الشقق والبناء.
وأضاف: 'اليوم شهدت مدينة القدس تهجيرا لخمس أسر فلسطينية صامدة في القدس رغم قوانين الاحتلال العنصرية، وهذه الحادثة نراها بشكل شبه يومي فإما الهدم أو توزيع الإخطارات أو الاستيلاء على الأرض، أو الاعتقال، أو سحب الهويات فكلها قوانين تكمل بعضها البعض بهدف ترحيل المقدسي من مدينته وعاصمته الأبدية'.