التاريخ : الأربعاء 01-05-2024

السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة صور    |     السفير دبور يستقبل قادة افواج الاطفاء الفلسطيني في لبنان    |     السفير دبور يكرم الفنانة التشكيلية هبه ياسين    |     الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    |     رئيس بوليفيا يطالب باتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة    |     "آكشن إيد" الدولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من الأزمة الانسانية بسبب العدوان    |     مع دخول العدوان يومه الـ202: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    |     "فتح" تهنئ الجبهة الديمقراطية بنجاح مؤتمرها الثامن وبانتخاب فهد سليمان أمينا عاما    |     رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار يستكملان إجراءات الاستلام والتسليم    |     "التعاون الإسلامي" ترحب باعتراف جمهورية جامايكا بدولة فلسطين    |     مصطفى يؤكد ضرورة عقد مؤتمر للمانحين لدعم الحكومة الفلسطينية    |     أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية أي اقتحام لرفح وتداعياته الخطيرة    |     الجامعة العربية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف إطلاق النار في    |     البرلمان العربي: قرار جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين "خطوة في الإتجاه الصحيح"    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان    |     الرئاسة ترحب بالتقرير الأممي الذي أكد إسرائيل لم تقدم أية أدلة تدعم مزاعمها حول "أونروا"    |     ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع "الأونروا" في غزة    |     جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بقطاع غزة    |     برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع
أخبار الرئاسة » الرئيس خلال منح اردوغان الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس: لا معنى لدولة فلسطين دون القدس عاصمة لها
الرئيس خلال منح اردوغان الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس: لا معنى لدولة فلسطين دون القدس عاصمة لها

 الرئيس خلال منح اردوغان الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس: لا معنى لدولة فلسطين دون القدس عاصمة لها

 

أردوغان: لن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ

 

أنقرة 21-9-2012

 قال الرئيس محمود عباس، إنه لا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس عاصمة لها، وستبقى عواصمنا تشعر بالنقص ما استمر احتلال القدس، ونحن ندرك أن بوابة السماء لن تغلق، إنما بوابة السلام هي التي سوف تغلق، إذا استمرت إسرائيل باحتلالها واستيطانها.

وأضاف الرئيس، خلال حفل تسليم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الدكتوراه الفخرية بالإنسانيات من جامعة القدس، أقيم بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم الجمعة، 'من هنا من تركيا، التي لن تعرف معنى الفرح إلا إذا تعانقت مع شقيقتها فلسطين المحررة، بعاصمتها القدس الشريف، أدعو لبذل كل جهد ممكن للحفاظ على القدس الشريف، فعلا لا قولا، وعبر تنفيذ الإستراتيجية التي قدمناها للاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عشية السابع والعشرين من رمضان الماضي'.

من جانبه، قال أردوغان 'إننا لن نتخلى عن فلسطين ولن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ'، مشيرا إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا 'كيف ننتظر منها أن تقوم بخطوة في اتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات'.

وأضاف أن 'الرسالة التي نريد أن نرسلها أن القدس ليست ملكا لدين أو عقيدة معينة، بل هي للكل، الآن إسرائيل تريد أن تخص القدس باليهود ولن نسمح بذلك، ولن يقبل المسلمون أو المسيحيون بذلك، سياسة إسرائيل تتجاهل التاريخ المسيحي والإسلامي لآلاف السنين، ومن خلال الحفريات تريد أن تثبت انتماء اليهود للمدينة وتنفي انتماء المسلمين والمسيحيين لها، وهناك عديد الوفود التي أرسلناها دحضت إدعاءات إسرائيل'.

وأشار إلى امتناع إسرائيل عن منح تصاريح بناء لمواطني القدس، وإلى المستوطنات التي باتت تحاصر القدس من كل مكان، والتي قطعت القدس عن باقي أنحاء الضفة الغربية، وعن محيطها الإسلامي والعربي، كما أشار إلى انعكاسات السياسات الإسرائيلية على جامعة القدس، التي تتعرض إلى العزل من قبل إسرائيل، عبر بناء الجدار الفاصل على أراض تابعة للجامعة، وقال 'إن من بنى الجدار ومن ساهم فيه يجب ألا ينسوا أنهم سيحاكموا'.

بدوره، قال الرئيس عباس إن 'القدس فتحت ذراعيها أمام المؤمنين من الديانات الثلاث، من مختلف بقاع الأرض، لأنها تعتبر نفسها قبلة للبشرية، لا ترد حاجا ولا زائرا ولا قاصدا لباب السماء، هكذا كانت وهكذا ستكون في المستقبل عاصمة لدولة فلسطين، لقد استطاع الشعب الفلسطيني أن يحافظ على القدس العتيقة، وأن يحميها عبر السنوات ويكفي أن العالم اعترف بمكانتها الثقافية العالمية عبر تسجيلها على قائمة التراث العالمي'.

وأضاف الرئيس أن ' إنكار الحقائق لا ينفي وجودها، فعلى الرغم من كل ما قامت وتقوم به حكومات إسرائيل، فما زالت قبة الصخرة تملأ البلدة القديمة بإشعاعها حيث يختلط هذا الإشعاع مع إشعاع كنيسة القيامة، وما زالت البلدة القديمة مدينة عربية بمساجدها وكنائسها وأسواقها التاريخية، يقطنها أبناؤها من الفلسطينيين'.

وأكد سيادته 'أن الذي سيقرر مصير ومستقبل القدس، ليس الاستيطان والقهر والإملاءات والجدران وتهجير السكان وهدم المباني، وإنما بناتها، وأبناؤها، وشيوخها، وشبابها الصامدون المرابطون القابضون على الجمر'.

وقال إن 'علينا أن نرفع صوتنا بأننا سنعود إلى القدس، وأن الحقيقة تقول إن القدس قضية رابحة لأنها تشكل محور القضية الفلسطينية، وحجر زاوية في الهوية العربية والإسلامية والمسيحية، وبالنسبة لنا جميعا كفلسطينيين مسألة مستقبل أيضا'.

 

وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمود عباس:

بسم الله الرحمن الرحيم

دولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان

السيد رئيس جامعة القدس

السيدات والسادة الكرام

بسم الله الرحمن الرحيم، 'سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا' صدق الله العظيم.

نعم إنها القدس بوابة السماء مسرى محمد (ص) وبوابته إلى السماء، نعم إنها الأرض المباركة نصا ومعنى، إنها القدس أكبر المدن معنى، نحن نجتمع اليوم لنقول إن القدس قضية مقدسة، نجتمع لنقول إن التاريخ يقول بأعلى صوته يقول إن القدس عربية وستبقى كذلك، ففي الألف الثالثة قبل الميلاد وضع أجدادنا الكنعانيون اللبنات الأولى لكل المدن الأولى في فلسطين، وقادوا بذلك عملية تمدين فلسطين، وجعلوا القدس درة التاج بين هذه المدن، لم تنقطع القدس عن الفعل الحضاري، فبالرغم من كل التأثيرات العالمية التي مرت عليها إلا أنها حافظت على هويتها المحلية.

لقد قدم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب درسا في التعايش والتسامح واحترام الآخر في وثيقة خالدة قدمها لبطريرك القدس 'صفرونيوس' عرفت باسم (العهدة العمرية) والتي يمكن القول إنها كانت من أقدم وثائق لحقوق الإنسان التي عرفها التاريخ، وقدم الخليفة عبد الملك بن مروان أروع نماذج العمارة العربية الإسلامية لتصطف لجانب العمارة المسيحية، وليس على أنقاضها، حينما بنى المسجد الأقصى المبارك، وشيد واحدة من أجمل عمائر الأرض، قبة الصخرة، والتي لا زالت تقدم شهادتها كل يوم على أهمية القدس للعرب والمسلمين، ولا نبالغ إن قلنا لا معنى أن تكون دولة فلسطين دون أن تكون القدس الشريف عاصمة لها.

لقد دمرت القدس نتيجة لغزوات الفرنجة، لكنها على الدوام نهضت بسرعة ولملمت جراحها، وهذا ما فعله صلاح الدين الأيوبي الذي أعاد الوجه العربي والإسلامي للمدينة، وأعاد الاعتبار للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعد أن همشت قرنا من الزمان واستكمل المشوار بعده أبناءه وأحفاده.

دولة الرئيس

السيدات والسادة

لقد وسع المماليك شوارع القدس وأروقتها وشيدوا فيها أكثر من مئة مؤسسة التعليمية، أمها العلماء وطلبة العلم من كل بقاع الأرض، وأدرك العثمانيون المكانة المميزة للمدينة، فأحاطها السلطان سليمان القانوني بسور خالد لحماية أمنها، ووفروا لها مصادر مياه، وقاموا بترميم مباني الحرم القدسي الشريف، وأطلقوا عليها اسم القدس الشريف. وفتحت القدس ذراعيها أمام المؤمنين من الديانات الثلاث، من مختلف بقاع الأرض، لأن القدس تعتبر نفسها قبلة للبشرية، لا ترد حاجا ولا زائرا ولا قاصدا لباب السماء، هكذا كانت وهكذا ستكون في المستقبل عاصمة لدولة فلسطين، لقد استطاع الشعب الفلسطيني أن يحافظ على القدس العتيقة، وأن يحميها عبر السنوات ويكفي أن العالم اعترف بمكانتها الثقافية العالمية عبر تسجيلها على قائمة التراث العالمي.

السيد رئيس الوزراء

جاءت حرب 48 ونكبت القدس على المستويات، حيث قسمت قهرا بالجدران والأسلاك الشائكة والمناطق العازلة وقوات الأمم المتحدة وشرد سكان الأحياء العربية من الفلسطينيين ودمرت أو صودرت بيوتها وهجر سكانها، وبذل الأردن الشقيق ولا يزال، على الرغم من الظروف كل ما هو ممكن للحفاظ على القدس الشرقية بمساجدها وكنائسها ومؤسساتها التعليمية والصحية والثقافية والحضارية، وعاشت القدس نكبتها الثانية عام 67 عندما احتلت القوات الإسرائيلية ما تبقى منها، حيث أخضعت وما زالت لعملية صبغها بلون واحد، وتم ضمها وإلحاقها غصبا، ودمرت حارة المغاربة، وتمت سرقة ومصادرة العديد من المباني التاريخية القريبة من الحرم الشريف، إضافة لتكثيف الجهود الإسرائيلية لمحاولة السيطرة على النمو الديمغرافي الفلسطيني باستخدام السبل كافة للسيطرة على الأرض وزرعها بالمستوطنين وعزلها عبر جدار الفصل العنصري وإغلاق مؤسساتها ونفي نوابها واعتقالهم، كل ذلك لإيهام العالم أن القدس قصة أخرى، ومسار آخر.

السيد الرئيس

إن إنكار الحقائق لا ينفي وجودها، فعلى الرغم من كل ما قامت وتقوم به حكومات إسرائيل، فما زالت قبة الصخرة تملأ البلدة القديمة بإشعاعها حيث يختلط هذا الإشعاع مع إشعاع كنيسة القيامة، وما زالت البلدة القديمة مدينة عربية بمساجدها وكنائسها وأسواقها التاريخية، يقطنها أبناءها من الفلسطينيين.

إن الذي سوف يقرر مصير ومستقبل القدس، ليس الاستيطان والقهر والإملاءات والجدران وتهجير السكان وهدم المباني وإنما بناتها وأبناؤها وشيوخها وشبابها الصامدون المرابطون القابضون على الجمر، فمن المجحف القول إن القدس قد ضاعت، وأننا سنعيد القدس، فالقدس لم تذهب إلى أي مكان، فهي باقية صامدة صابرة ثابتة بتاريخها وتراثها وأهلها، وعلينا أن نرفع صوتنا بأننا سنعود إلى القدس، وأن الحقيقة تقول إن القدس قضية رابحة لأنها تشكل محور القضية الفلسطينية، وحجر زاوية في الهوية العربية والإسلامية والمسيحية، وبالنسبة لنا جميعا كفلسطينيين مسألة مستقبل أيضا.

لن تعود القدس بالشعارات أيها السادة، بالشعارات والمؤتمرات والخطابات، و يجب أن لا ننسى أن منظمة المؤتمر الإسلامي أنشأت بعد جريمة إحراق المسجد الأقصى، عام 1968 وإنشاؤها لم يكن هدفا بحد ذاته، وإنما لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في مدينتهم.

من هنا من تركيا، التي لن تعرف معنى الفرح إلا إذا تعانقت مع شقيقتها فلسطين المحررة، بعاصمتها القدس الشريف أدعو لبذل كل جهد ممكن للحفاظ على القدس الشريف، فعلا لا قولا، وعبر تنفيذ الاستراتيجية التي قدمناها للاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عشية السابع والعشرين من رمضان الماضي.

السيد الرئيس

لا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس عاصمة لها، وستبقى عواصمنا تشعر بالنقص ما استمر احتلال القدس، ونحن ندرك أن بوابة السماء لن تغلق، إنما بوابة السلام هي التي سوف تغلق، إذا استمرت إسرائيل باحتلالها واستيطانها.

من هنا تكمن أهمية أن تقوم جامعة القدس، أيها السادة، بمنح دولة الرئيس رجب طيب أردوغان، شهادة الدكتوراه الفخرية، فهذا إقرار آخر بدوركم في نصرة القدس، وبالدور الكبير الذي تبذله تركيا حكومة وشعبا من أجل فلسطين، وهذا اعتراف منا بأن لتركيا في القدس، بصمات خالدة ستبقى ما بقيت القدس.

أتقدم بجزيل الشكر لجامعة القدس، على هذه الخطوة التكريمية المستحقة، وأتقدم بالتهنئة لدولة رئيس الوزراء الأخ والصديق رجب طيب أردوغان، مدركا أننا بذلك إنما نحملك مسؤولية أخرى فوق مسؤولياتك الجسام.

لن ينسى الشعب الفلسطيني دعم تركيا ومساندتها الدائمة والمتواصلة لنا، ولن ينسى شهداء أسطول الحرية الذين استشهدوا سعيا لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، لن ينسى شعبنا مواقفكم تجاه أسرى الحرية الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لن ينسى علاج جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة في تركيا، وقوافل الخير، وقوافل الخير لم تنقطع من تركيا لفلسطين، ولن ننسى دعمكم الاقتصادي والمالي، ولن ننسى دعمكم السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية كافة.

لقد أكدتم دولتكم، أن قضية فلسطين والقدس هي قضية تركيا الأولى، تماما كما هي قضية العرب الأولى.

مرة أخرى أبارك لكم شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة القدس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أردوغان 'إننا لن نتخلى عن فلسطين ولن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ'، مشيرا إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا 'كيف ننتظر منها أن تقوم بخطوة في اتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات'.

وقال إن 'الرسالة التي نريد أن نرسلها أن القدس ليست ملكا لدين أو عقيدة معينة، بل هي للكل، الآن إسرائيل تريد أن تخص القدس باليهود لن نسمح بذلك، ولن يقبل المسلمون أو المسيحيون بذلك، سياسة إسرائيل تتجاهل التاريخ المسيحي والإسلامي لآلاف السنين، ومن خلال الحفريات تريد أن تثبت انتماء اليهود للمدينة وتنفي انتماء المسلمين والمسيحيين لها، وهناك عديد الوفود التي أرسلناها دحضت إدعاءات إسرائيل'.

ورحب اردوغان بالرئيس محمود عباس، وبالوفد المرافق، وشكر العاملين بجامعة القدس وطلابها على هذه الشهادة الفخرية، قائلا: صديقي القديم والسيد الرئيس المعنوي للدعوة الفلسطينية السيد عباس، وأصدقاءه في الدعوة الفلسطينية، أكرر الترحيب بكم في تركيا، السادة العاملين في الجامعة وطلابها أشكركم لتقديمكم هذه الشهادة الفخرية، حب الشعب التركي في موضوع القدس ينبض بشكل مختلف، والشعب التركي يدرك تماما تجاه القضية الفلسطينية والقدس، والشعب التركي يدرك بأن القدس هي بلد المحبة والأخوة'.

وأضاف أن 'الآيات القرآنية، التي تتحدث عن الإسراء والمعراج، الذي تم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، البعض منا ينسى الحادثة، ولكن السلطان سليمان القانوني، بنى باب الرحمن، وسترون مخطوطة كتب عليها كلمة 'لا إله إلا الله'، كدليل على تسامح الدولة العثمانية، والتأكيد على الأهمية التي تتمتع بها القدس بالنسبة للأديان الثلاثة، هذه الكتابات تشكل النقطة الأساسية لنظرتنا وانطلاقتنا حول القدس، لتعلموا أن كلما سمعنا خبرا مؤلما من القدس، نحس به في صميم قلبنا، نحن نريد أن تكون القدس مركز سلام عالمي، ونحن صادقون بهذه الأمنية'.

وأشار إلى امتناع إسرائيل عن منح تصاريح بناء لمواطني القدس، وإلى المستوطنات التي باتت تحاصر القدس من كل مكان، والتي قطعت القدس عن باقي أنحاء الضفة الغربية، وعن محيطها الإسلامي والعربي، كما أشار إلى انعكاسات السياسات الإسرائيلية على جامعة القدس، التي تتعرض إلى العزل من قبل إسرائيل، عبر بناء الجدار الفاصل على أراض تابعة للجامعة، وقال 'إن من بنى الجدار ومن ساهم فيه يجب ألا ينسوا أنهم سيحاكموا'.

وأوضح أردوغان أن علاقات الجامعة مع تركيا علاقات خاصة، حيث وقعت الجامعة مع عدة معاهد تركية عديد الاتفاقات، التي تشمل تبادل الأبحاث والخبرات والطلبة والأساتذة، في عدة مجالات، إلى جانب اهتمام الجامعة بتعليم اللغة التركية، والحضارة التركية.

وفي هذا السياق، أشار أردوغان إلى عدم اعتراف إسرائيل بجامعة القدس، أو الشهادات الصادرة عنها، مؤكدا: 'نحن نعترف بها في تركيا'، ومتسائلا: 'ما هي إسرائيل لم تهتمون لها، دعوهم لا يعترفون بشهاداتكم؟'.

وتطرق إلى التسامح الديني في مدينة القدس، حيث يقوم مواطن من آل نسيبة بفتح أبواب كنيسة القيامة وإغلاقها، وهو تقليد بدأه الخليفة عمر بن الخطاب، دليلا على تسامح الإسلام، وإنفاذا للعهدة العمرية، وقال: 'إذا خرجت القدس من يدنا لن تكون هناك قدس أخرى، مخاطبا أهل العلم للعمل على تغيير رأي العالم حول القدس، للحفاظ عليها والتدخل لحمايتها.

وقال إن 'هذه الشهادة أهم وأفضل شهادة حصلت عليها، لأنها من القدس، وجامعة القدس، وهي انعكاس للقدس في قلبي، وقال لن أنسى صرخات أطفال القدس، وعزمهم سوف ينتصر إن عاجلا أم آجلا'.

وأكد أن تركيا ثابتة على المواقف نفسها التي قدمها السلطان عبد الحميد، عندما رفض بيع فلسطين أو منحها لليهود، وقال 'إن تركيا تدعم الجهود الفلسطينية بإقامة الدولة، ووقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية عموما وفي مدينة القدس خصوصا'.

وقال: 'نعلم كيف تتصرف إسرائيل في فلسطين، وكيف تنظر لها، إن تعامل فلسطين كسجن مفتوح، نحن لا نركن لوعود إسرائيل أو تصريحات قياداتها، دائما أكدنا أن يجب على إسرائيل أن تعتذر أولا وثانيا رفع الحصار عن قطاع غزة، وتقديم التعويضات لأهل الضحايا، وإدارة إسرائيل اليوم ليس لها أي علاقة بالتوراة'.

وأشار إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا كيف 'ننتظر منها أن تقوم بخطوة باتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات، ولن نتخلى عن فلسطين، ولن ندع قناديل فلسطين تنطفأ'.

وحول موضوع الإساءة للرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، عبر الأفلام والرسوم، قال أردوغان: 'نحن رغم تلك الهجمات نصبر أمامها، لأننا نعلم أن نهاية الصبر، السلامة، ولأننا نستذكر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يصلي في المسجد وكان الكفار يضعون على رأسه القاذورات، أبدى صبرا أمام تلك الحركات المشينة، هم لا يعرفون ذلك لأنهم جهلاء وهذه تدل على مدى تقبل الآخر والحرية، والحق سينتصر عاجلا أم آجلا'.

 

وقال سفير فلسطين لدى تركيا نبيل معروف، 'إن هذا التكريم لرجل قدم كل أشكال الدعم لفلسطين، واليوم فلسطين وشعبها ومن خلال جامعة القدس يكرمون رئيس الوزراء بمنحه الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية، كجزء من الجميل الذي يكنه الشعب الفلسطيني لتركيا وشعبها'، مضيفا أن أردوغان دائما اعتبر فلسطين هي قضية وطنية تركية، وقدم كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين.

 

وبدوره، قال رئيس الجامعة سري نسيبة 'جئناكم في هذا اليوم الأغر من أرض الإسراء والبراق والمعراج والمعجزات لننقل لكم دولة رئيس الوزراء قرار الهيئات الرسمية، وعلى رأسها مجلس أمناء الجامعة منحكم درجة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات تقديرا لدوركم في الذود عن الإنسان وحريته وكرامته'.

وأضاف: 'لم يكن موقفكم ضد حصار غزة أو جانب أبنائها، أو جانب فلسطين وشعبها موقفا فريدا أو خاصا بالفلسطينيين، وإن كان مشهودا لكم انتصاركم للحق الفلسطيني، وآخرها أثناء زيارتكم لأوكرانيا اشتراطكم رفع الحصار عن غزة والاعتذار عما بدر من إساءة، كأساس لإعادة العلاقات مع إسرائيل، وهي التي جسدت تقديسكم لكرامة الإنسان'.

وأشار نسيبة إلى الإنجازات التي شهدتها تركيا في عهد أردوغان، ودوره في النهوض الاقتصادي والتعليمي لتركيا، ودورها السياسي المتصاعد في المنطقة، ودفاعها عن المظلومين وحقوقهم في العالم، وإلى دفاعه المستمر والمتواصل عن الفلسطينيين، ودعمه المتواصل للقضية الفلسطينية.

2012-09-21
اطبع ارسل