الرئيس: إذا لم تشهد عملية السلام أي تطور سنذهب للأمم المتحدة
تونس 30-4-2012
قال الرئيس محمود عباس، 'إذا لم تشهد عملية السلام أي تطور فإننا سنذهب للأمم المتحدة، وهذا لا يتناقض مع المفاوضات، بل سـنذهب إلى الأمم المتحدة من أجل إقرار عضوية فلسطين فيها'.
وأضاف الرئيس عباس في تصريحات للصحفيين بعيد اجتماعه مع رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي، بقصر الحكومة بالقصبة، اليوم الإثنين، أن 'المسار السياسي وعملية السلام لم يشهدا أي تطور رغم المحاولات التي قام بها الأردن والرباعية الدولية، وآخرها الرسائل المتبادلة بيننا وبين الجانب الإسرائيلي.
ولفت سيادته إلى أن المحادثات مع الجبالي تناولت العديد من القضايا وفي مقدمتها العلاقات الثنائية الحميمة التي تربط البلدين والشعبين وإمكانية تطويرها لما فيه مصلحة البلدين، وذلك من خلال تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة الفلسطينية – التونسية، بحيث يكون هناك تعاون مبرمج بين البلدين والذي تحتاجه فلسطين في مرحلة البناء والتطوير .
وأوضح تفاصيل ومجريات المصالحة الفلسطينية، وقال: 'لقد طلبنا من أشقائنا في تونس أن يساعدونا في الوصول لإنهاء الانقسام وإتمام عملية المصالحة للوصول إلى بر الأمان، حيث بذلنا جهودا كبيرة ولكنها تحتاج دفعة للأمام، والمصالحة أمر حيوي لا نستطيع أن نتجاهله' .
كما وجه الرئيس عباس في نهاية تصريحه دعوة لرئيس الحكومة التونسية لزيارة رام الله .
من جانبه، رحب الجبالي في تصريح للصحفيين، باسم الحكومة والشعب والثورة التونسية، بالرئيس المناضل محمود عباس والوفد المرافق له، وقال: إن 'الشعب التونسي على العهد باقٍ، وإن فلسطين هي قضيتنا والقدس في أعناقنا، وتحريرها واجب شرعي'.
وعبر عن دعمه الكامل لكل الجهود التي يقوم بها الرئيس عباس لإتمام المصالحة، وقال: 'سنبذل كل جهد ممكن مع إخواننا في حماس وغيرهم من أجل وحدة الشعب الفلسطيني' .وأكد استعداد بلاده لدعم شعبنا الفلسطيني في المجالات والقطاعات كافة.
وأضاف: 'لدينا كل السعادة لأن يكون هناك مقر جديد لسفارة فلسطين بتونس رغم أن كل بيت تونسي هو سفارة فلسطين'.
وكان سيادته وضع، الجبالي خلال اجتماعهما في صورة تطورات ومستجدات القضية الفلسطينية، خاصة ما تعلق منها بملف المفاوضات وتعثرها في ظل استمرار تعنت الإسرائيليين الرافض لمرجعيات وأسس تلك العملية، وفي ظل تواصل البناء الاستيطاني وتكثيفه لعرقلة السلام والالتفاف على مرجعياته ومحاولات خلق وضع جديد على الأرض، وما للاستيطان من خطورة على الأرض والإنسان الفلسطيني .
واستعرض التطورات والأخطار الجسيمة التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة في ظل تواصل عمليات التهويد وقضم الأراضي المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين، وحفر الأنفاق تحت الأقصى، وتواصل عمليات المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال الإسرائيلي لتدنيس باحات الأقصى وخلق وضع جديد فيه موطن قدم للمستوطنين .
وأطلع سيادته الجبالي على جهود القيادة الفلسطينية المتواصلة لنقل ملفات القضية الفلسطينية للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكافة منظماتها الدولية المختلفة، وكيفية التنسيق مع الدول العربية بالخصوص وكذلك غير العربية للمساعدة في طرح الموضوع بكل السبل والطرق وعلى الأصعدة كافة.
وتطرق الرئيس عباس في الاجتماع إلى قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وتواصل عمليات القمع والتعذيب ضدهم، وخاصة استمرار سياسة الاعتقال الإداري اللاقانونية بحقهم في مخالفات واضحة لاتفاقية جنيف الرابعة المنظمة لعلاقة سلطات الاحتلال بالحفاظ على حياتهم والاعتراف بهم كسجناء حرب .
بدوره، أكد الجبالي مواصلة تونس دعمها الثابت للنضال العادل للقضية الفلسطينية ومؤازرة حقوقه على جميع الأصعدة وخاصة ما تعلق منها بنقل الملف للأمم المتحدة للحصول على اعتراف كامل لفلسطين كدولة كاملة العضوية، وإنهاء مظلمة الشعب الفلسطيني المتواصلة لعقود .
وحضر الاجتماع وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى تونس سلمان الهرفي.
وحضر عن الجانب التونسي، وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، والوزير المكلف بالملف الاقتصادي للحكومة رضا السعيدي، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة لطفي زيتون، وسفير تونس لدى السلطة الوطنية لطفي الملولي.