أزمتا الكهرباء والوقود تهددان حياة المرضى بغزة
غزة- وفا 14-3-2012
يهدد الانقطاع المستمر للكهرباء في قطاع غزة، حياة المرضى وسلامتهم جراء مسه بقدرة عمل مستشفيات القطاع المحاصر والمزدحم بالسكان.
ويعتمد قطاع غزة منذ أكثر من عام بشكل أساسي على إمدادات الوقود غير الثابتة التي يتم تهريبها من مصر إلى القطاع عبر الأنفاق، بعد أن تم العام الماضي وقف استيراد الوقود الصناعي من إسرائيل نتيجة لعدم ثبات إمدادات الوقود وارتفاع الأسعار.
وفي الـ14 من شباط الماضي، وبعد عدة أيام من توقف إمداد قطاع غزة بالوقود المصري عبر الأنفاق، اضطرت محطة الكهرباء الوحيدة في غزة إلى التوقف عن العمل ما أدى إلى انخفاض تزويد أجزاء كبيرة من قطاع غزة بالكهرباء إلى ست ساعات فقط يوميا، الأمر الذي هدد حياة المرضى وسلامتهم، وفق ما جاء في تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بالخصوص.
وبحسب التقرير، فإنه خلال أوقات العنف الشديد، كما حدث في الأيام الخمسة الماضية، تبذل المشافي جهودا كبيرة للتعامل مع تدفق المصابين. نتيجة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، حيث استشهد 25 مواطنا وجرح 75 آخرين، معظمهم من المدنيين.
ويقول مدير قسم الهندسة والصيانة في مستشفى الشفاء بسام علي الحمادين، الذي يتعامل، مع تبعات أزمة الوقود والكهرباء بشكل يومي: إن أكثر المرضى المعرضين للخطر هم أولئك الذين يخضعون للعلاج في وحدة العناية المركزة، والأطفال في الحضانات، ومرضى الفشل الكلوي، والمرضى الذين هم بحاجة إلى عمليات جراحية.
ويضيف: نحمد الله لأن أيا من المرضى لم يتوفّ حتى الآن، ولكننا نواجه أشكالا أخرى من الخسارة بسبب أزمة الكهرباء، حيث تعطلت خلال الأسبوعين الماضيين مولدات كهربائية تعتمد عليها ست عيادات صحية مركزية في قطاع غزة لأن هذه المولدات ببساطة غير مهيأة للعمل للفترات الزمنية التي نحتاجها، فالمولدات الكهربائية مصنعة لحالات الطوارئ قصيرة المدة التي لا تتجاوز ساعات قليلة.
ويتابع: علاوة على ذلك، تعطلت مولداتنا الكهربائية وغيرها من الأجهزة نتيجة للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، كما أن تذبذب التيار الكهربي يؤدي إلى أعطال ومشاكل في الأجهزة لدينا. نحن بحاجة الآن إلى قطع غيار وزيوت للقيام بأعمال الصيانة اللازمة لتلك الأجهزة.
وبدوره، يدرك كمال أبو عبادة، نائب مدير وحدة العناية المركزة في مستشفى الشفاء، المخاطر المحدقة بالمرضى الذين يرعاهم.
وقال: الأمر محزن بالنسبة لي كطبيب، فأنا أعمل طوال الوقت للحفاظ على حياة المرضى، وعندما تنقطع الكهرباء تصبح حياة المرضى في خطر، وإن حدث لهم مكروه، فإن جهودي ستذهب أدراج الرياح.
ويضيف أبو عبادة: 'خلال حالات الطوارئ، يتوقف كل شيء عن العمل، فلا يصبح بمقدورنا إجراء عمليات جراحية للمرضى إلا في حالات الضرورة القصوى. يتوجب علينا أيضا في تلك الحالات أن نوقف كافة أشكال العلاج الأخرى والفحوصات وتشخيص الأمراض'.
ويتابع: 'في اللحظة التي تنقطع فيها الكهرباء، نهرع إلى المرضى لتزويدهم بالأكسجين بشكل يدوي باستخدام أكياس الأكسجين. ولكننا نواجه مشكلتين عند القيام بذلك، المشكلة الأولى هي ببساطة عدم وجود ما يكفي من العاملين للاهتمام بالمرضى أثناء انقطاع الكهرباء، أما المشكلة الثانية فتتمثل في عدم القدرة على التحكم في كمية الأكسجين بشكل يدوي، وبالتالي قد يحدث تمزق في رئة المريض عند ضخ الكثير من الأكسجين من كيس الأكسجين إلى رئتي المريض. عندما يعود التيار الكهربي يجب أن نقوم بإعادة برمجة كافة الأجهزة مرة أخرى'.
ويتعامل أبو عبادة أيضا مع الأضرار المادية التي تنتج عن انقطاع الكهرباء، ويقول بهذا الخصوص: 'عندما ينقطع التيار الكهربي، تتوقف أجهزة مراقبة القلب وضغط الدم، حيث تتعطل المجسات الداخلية في الأجهزة الطبية نتيجة انقطاع الكهرباء، الأمر الذي يؤدي إلى عمل أجهزة الإنذار بصورة غير ضرورية، ومن ثم عدم قدرتها على العمل مرة أخرى عندما يحدث أمر ما مع المريض'.
ويضيف: يشعر المرضى أيضا بالخطر الذي يحدق بهم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ويكون بعض المرضى على علم بالأوقات التي تنقطع فيها الكهرباء، فبإمكانهم سماعنا في تلك الأوقات وهو ما يشعرهم بالخوف على حياتهم وحياة غيرهم من المرضى.
ووفق تقرير المركز الفلسطيني فإنه نتيجة أزمة الوقود والكهرباء تواجه منشآت المياه والصرف الصحي، والمستشفيات، وغيرها من مراكز الرعاية الصحية صعوبات كبيرة في تقديم الخدمات الأساسية للسكان في غزة، وهو ما من شأنه تقويض الحق في الصحة والحق في الحياة.
ويؤكد التقرير أن تلك المشكلات أصبحت سمة ملازمة للحياة في قطاع غزة منذ فرض الحصار على القطاع في عام 2007.