محام بلجيكي: فلسطين القضية الأكثر تعرضا لانتهاكات على المستوى الإنساني
بروكسل 15-11-2018
قال المحامي البلجيكي اليكس دوسواف الرئيس الفخري لرابطة حقوق الانسان في بلجيكا ان القضية الفلسطينية هي ليست الاكثر دموية في قضايا الصراع التي تشتعل في مناطق عديدة في العالم في الشرق الاوسط وافريقيا ، ولكنها الاقدم في المنطقة والاكثر وضوحا في القانون الدولي لانها تمثل القضية الاكثر انتهاكا للعدالة على المستوى الانساني باجمعه .
جاء ذلك خلال ندوة نقاش نظمتها بعثة فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي ، بلجيكا ولوكسمبورغ مساء الأربعاء 14 نوفمبر في قاعة الشهيد نعيم خصر في بعثة فلسطين في بروكسيل وحملت عنوان "فلسطين وتحديات القانون الدولي "
وقد وضع السفير الفلسطيني عبدالرحيم الفرا في كلمته الترحيبية هذه الندوة في سياق العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة وفي سياق المناسبات التاريخية الهامة التي مرت بها القضية الفلسطينية في شهر نوفمبر على مدار قرن .
واستعرض المحامي دوسواف في حوار اداره مستشار اول في البعثة الفلسطينية حسان البلعاوي ، الوضع القانوني لقطاع غزة من جهة ان ان هذه الارض الفلسطينية مازالت تحت الاحتلال رغم اعادة انتشار جيش الاحتلال الاسرائيلي في عام 2005 واجلاء مستوطنيه بحكم انه منذ انه منذ صيف 2005 ، بقيت كل منافذ قطاع غزة الجوية ، البحرية والارضية وحتى الان تحت السيطرة الكاملة لجيش الاحتلال والذي شن ثلاثة حروب دموية دون الحديث عن الاعتداءات والاقتحامات المتكررة والتي كان اخرها العوان الاخير والذي خلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى وتدمير عدد من المرافق السكنية .
وشرح رئيس الرئيس الفخري لرابطه حقوق الانسان المعركة الهامة على المستوى القانوني التي يخوضها الجانب الفلسطيني في مواجهة دولة الاحتلال وحليفها الرئيسي الادارة الامريكية ، مسلحا بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالقانون الدولي والانساني قائلا انه" قد لا تستطيع فلسطين بحكم الخلل الفادح في موازين القوى ، تحقيق الانتصار الكبير ، لكنها تنجز على مدار السنوات الاخيرةً، انتصارات صغيرة تودي في نهابة المطاف الانتصار الكبير بانتزاع حريتها " معطيا عددا من الامثلة منها انضمام دولة فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية وتقديمها لعدد من الملفات القضائية ضد قادة الاحتلال باعتبارها قضايا تتعلق بجرائم حرب والقرات الهامة التي تنتزعها فلسطيم في مجلس حقوق الانسان والتي بدات تحث اثارا منها خشية العديد من المسؤولين الإسرائيليين زيارة الدول الاوروبية خشية استدعائهم من قبل السلطات القضائية لهذه الدول على خلفية الشكاوي التي يقدمها الجانب الفلسطيني على اكثر من مستوى ، والتي كان اخرها تاكيد النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا على نيتها في مطلع 2017 إمكانية خضوع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، للاستجواب من قبل السلطات البلجيكية، ضمن إطار تحقيق حول جرائم ارتكبت في قطاع غزة ما بين 2008 و2009.
كما بين القانوني البلجيكي الانجازات التي تحققها العديد من المبادرات الاهلية الاوروبية المتضامنة مع فلسطين على المستوى القانوني ، ومنها بالخصوص محكمة راسل حول فلسطين وهي محكمة رأي شعبية، تأسست في مارس 2009 من أجل تعبئة الرأي العام حتى تقوم الأمم المتحدة والدول الأعضاء من اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لافلات اسرائيل من المحاسبة الدولية على الجرائم التي ترتكبها، حيث عقدت هذه المحكمة عدة مؤتمرات كان اخرها في بلجيكا في ايلول 2014 ، في تدعيم حملات المقاطعة ضد اسرائيل والتي حققت نتائج ملموسة في قطع عدد من البلديات والجامعات الاوروبية والبلجيكية علاقات تقيمها بعض المؤسسات مع الاستيطان الاسرائيلي .
كما تحدث المحامي دوسواف عن قضية المواطن البلجيكي من اصل فلسطيني الفنان مصطفى عوض والذي اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي قبل 4 اشهر لدى محاولته زيارة فلسطين من خلال معبر الكرامة على الحدود الاردنية وضرورة ان تبذل الدولة البلجيكية كل جهودها الدبلوماسية تجاه احد مواطنيها لاطلاق سراحه .
وقد حضر الندوة جمع من الدبلوماسيين الأوروبيين والعرب ، القانونين، الباحثين ، الفنانين ، ونشطاء من حركة التضامن مع فلسطين منهم مجموعة من الشباب البلجيكي من اصل مغربي والذين منعتهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي من دخول فلبسطين عبر مطار تل ابيب الشهر الماضي ن حيث تحدثت احدى الشابات من المجموعة ، عن التجربة المؤلمة التي مروا بها في المطار حين منعتهم سلطات الاحتلال من الدخول وقامت باحتجازهم واجراء تحقيق مهين لكل عضو من الوفد حول اسمه واصله العربي وحياته الشخصية ، وبعد انتظار دام 17 ساعة قامت بوضع ختم على جوازات سفرهم البلجيكية يمنعهم دخول فلسطين لمدة 10 سنوات وقامت بترحيلهم على اول طائرة عائدة لبروكسيل .
وقد زار المحامي اليكس دوسواف فلسطين مرتين الاولى عام 2012 حيث وضع عن رحلته هذه الف كتابا باللغة الفرنسية بعنوان "اسرائيل ـ فلسطين : في عمق الانحطاط ، 10 ايام من اجل الفهم".