التاريخ : الأربعاء 08-05-2024

السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة    |     الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح    |     بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    |     الاحتلال يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح    |     أبو ردينة: احتلال معبر رفح يدفع بالأمور نحو حافة الهاوية وتتحمل الإدارة الأميركية تداعيات ذلك    |     مدير المستشفى الكويتي: محافظة رفح تمر بكارثة صحية كبيرة    |     مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح والسيطرة على المعبر    |     الأمم المتحدة تحذر: مخزوننا من الوقود يكفي ليوم واحد فقط في غزة    |     السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة صور    |     السفير دبور يستقبل قادة افواج الاطفاء الفلسطيني في لبنان    |     السفير دبور يكرم الفنانة التشكيلية هبه ياسين    |     الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن
الصحافة الفلسطينية » وقفة تأمل جادة
وقفة تأمل جادة

 

 وقفة تأمل جادة

جريدة الايام

 

بقلم حمادة فراعنة 8-3-2012

غدت مسيرة المصالحة باهتة مثلها مثل مسيرة المفاوضات بلا معنى مُؤثر، وبلا حدث مهم، وبلا مضمون جدي يمكن أن يفتح بوابات الأمل على إعادة الاعتبار لشعب باسل، علّم شعوب شقيقة وصديقة النضال والتضحيات وتعلم منها، مثلما علمها أهمية الوحدة الوطنية، وأهمية الائتلاف السياسي العريض في مواجهة العدو الواحد الوطني والقومي والإنساني، وأن التناقض الرئيس مع العدو وليس مع غيره من الخصوم أو من الأصدقاء المختلف معهم على عناوين أو على أولويات، وهي خلاصات الشرط الأول في تحقيق الانتصار على العدو، ويكون الشرط أكثر أهميةً حينما يكون العدو متفوقاً بامتياز كما هو الحال في الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي. لم يعد لمسيرة المصالحة طعم ونكهة، مثلما لم تعد مسيرة المفاوضات الدائرة علناً أو سراً ذات جدوى، فكلاهما مضيعة للوقت، وتصريف أعمال، وإدارة أزمة، ومحاولات تضليل للخروج من المأزق، والمأزق يتمثل بعاملين: أولهما ـ تفوق العدو الإسرائيلي وتقدمه ونجاح برنامجه الاستيطاني التوسعي الاستعماري مدعوماً من قبل قوة الولايات المتحدة الأميركية وجبروتها، وفي ظل رضا أوروبي خجول، وفي ظل عجز عربي من البعض وفشل من البعض الآخر وتواطؤ واع من البعض الثالث، وهذا وفر للإسرائيليين الفرصة ليكونوا أصحاب المبادرة، في الهجوم، والاستيطان والبطش وإدارة المفاوضات، ووضع الأولويات وتحديد الأجندة، وأزمانها وتوقيتها. أما العامل الثاني ـ فهو الضعف الفلسطيني، فشعبنا مصاب بحالة استكانة، وردات فعل باردة، وحركته الوطنية بفصائلها وأحزابها وشخوصها ولا أستثني أحداً، تتوسل حماية الذات والحفاظ على المكاسب سواء في الضفة أو في القطاع، والفرق بينهما في انتقاء المفردات، والهروب من المواجهة مع العدو، إلى المواجهة مع الذات، مع الشقيق لأن هذا الخيار أيسر وأقل كلفة، أما التصادم مع العدو والتصدي لمستوطنيه وحصاره فهو الكلفة العالية التي لا ترغب الأغلبية الحزبية والتنظيمية والفصائلية في دفع ثمنها، سواء لدى فتح أو لدى حماس، لدى التيار اليساري أو القومي، فجميعهم في خندق واحد، خندق عدم المواجهة، وإضاعة الأولويات وتشتيتها. ثمة وقائع يجب استحضارها، ومعطيات يجب التركيز عليها، فحركة فتح لم تحظ بالموقع دون مقدمات وتضحيات ومبادرات، وحماس لم تحصل على الأغلبية والاستفراد بقطاع غزة، دون ثمن دفعته من خيرة قياداتها، فالانتفاضة الأولى ولّدت أوسلو والاعتراف الإسرائيلي الأميركي والانسحاب التدريجي وقيام السلطة كمقدمة لإقامة الدولة، وأما الانتفاضة الثانية فقد دفعت شارون كإجراء وقائي للانسحاب من قطاع غزة بعد إزالة المستوطنات وفكفكة مواقع الجيش الإسرائيلي، أي أن الأطراف الفلسطينية والفصائل كافة، منفردة ومجتمعة لم تصل إلى ما وصلت إليه من وظائف وسلطة وإمكانات ونفوذ ومكانة اعتبارية دون الانتفاضة الأولى، ودون الانتفاضة الثانية، ولم تجلس على طاولة المفاوضات ولم تستقبل في البيت الأبيض ولم تحظ بالرعاية من أي دولة إلا بسبب حضورها الوطني وسط شعبها وصعودها من بين مساماته وتضحياته وبرنامجه من أجل الحرية والمساواة والعودة. أما محطات التفاوض، بلا غطاء كفاحي، فقد فشلت في كامب ديفيد بين ياسر عرفات ويهود براك برعاية كلينتون، وفشلت في أنابوليس بين محمود عباس وأيهود أولمرت برعاية بوش، وفشلت ولا تزال بين نتنياهو وأبو مازن برعاية أوباما، لأن موازين القوى لمصلحة إسرائيل واستمرار احتلالها يشكل مكسباً صافياً لها وتوسعها وتهويدها للقدس وللغور وبقاؤها على صدر الفلسطينيين لا تدفع كلفته، فلماذا الانسحاب ؟ ولماذا التراجع ؟ ولماذا التعايش والسلام ؟ طالما أنها قادرة على فرض معايير التعايش والسلام والأمن كما تريد وتهوى وفق مصلحتها وتطلعاتها التوسعية الاستعمارية ؟؟ وبرنامج المقاومة من غزة قاومته حماس بقوة وتوصلت إلى اتفاق التهدئة مع الإسرائيليين بوساطة مصرية، أُسوةً بما يجري في الضفة، لأن الأولوية بالنسبة لها: البقاء في السلطة والحفاظ عليها واستمراريتها!!. الشعب الفلسطيني بحاجة لثلاثة عناوين، وحدة برنامجه، ووحدة مؤسسته، والاتفاق على أدواته الكفاحية، وإذا لم يفعل ذلك، وإذا لم يفلح في التوصل إلى ذلك سيبقى خارج دائرة الفعل والتأثير، وليس هذا وحسب بل ستتآكل إنجازاته التي صنعها بفعل الصمود والكفاح طوال الأربعين سنة الماضية من عمر ثورته المعاصرة. أصحاب القرار يتهربون من الاستحقاقات، والاستحقاق الأولي هو إجراء الانتخابات البلدية، والذي لا يستطيع إجراء الانتخابات البلدية، لا يملك القدرة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولذلك لتبدأ عجلة الحياة الكفاحية، وزرع مداميك الشرعية الموحدة في الضفة والقدس والقطاع، عبر الانتخابات البلدية على قاعدة قانون التمثيل النسبي لتكون نموذجاً ومعياراً ومقدمة لكل من يتبعها، بغير ذلك تغميس خارج الصحن.

2012-03-08
اطبع ارسل