تقسيم وتقاسيم
جريدة الحياة الجديدة
بقلم حافظ البرغوثي 1-3-2012
يقال ان السناتور الجمهوري الاميركي ماكين زار انصار القذافي قرب طرابلس.. وانه وعدهم بدولة في جنوب ليبيا.. وفي الوقت نفسه تعقد قوى منطقة برقة الليبية الغنية بالنفط مؤتمرا يبحث الفيدرالية.. بمعنى أن ليبيا مرشحة للتقسيم ايضا على غرار السودان.. ومن هناك يمكن ان ترى العراق مقسما حيث واقع الحكم العراقي يسعى للتقسيم الطائفي والعرقي.. وبالنسبة لسوريا فإن تقسيمها وارد منذ عقود حيث درج النظام الأسدي على اعداد جبال العلويين لتكون دولة في حال سقوطه.. وثمة مخططات اميركية اسرائيلية لتجزئة سوريا الى دولتين سنيتين شمالية وجنوبية.. وهكذا دواليك فكل دولة عربية مرشحة للتقسيم عوضاً عن خارطة سايكس بيكو أي تفتيت المقسم أصلاً. والجديد في الأمر أن يوفال ديسكين رئيس المخابرات الاسرائيلية السابق اعلن ان هناك ثلاث دول على هذه الأرض «فلسطين» هي اسرائيل ودولة غزة ودولة الضفة ووصف الرئيس ابو مازن بأنه آخر الهنود الحمر الموهيكان لأنه الساعي الى اقامة دولة فلسطينية.
في مصر الدولة الاساس في المنطقة العربية هناك استماتة اميركية لاسقاط الجيش المصري ممثلاً بالمجلس العسكري لأن تفكيك الجيش المصري بداية لتقسيم مصر الى دويلات، ولعل قضية التمويل الاجنبي خاصة الاميركي لمنظمات تلعب بالسياسة المصرية وتحاول اسقاط الجيش المصري ابلغ دليل على مخطط تقسيم مصر.. ويحسب لحركة الاخوان المسلمين في مصر انها تدعم الجيش لأن واشنطن تريد تحجيمه ليتحول الى جيش صغير كما ورد في مداولات الكونغرس لأن تجزئة مصر تعني أن كل قطر عربي سيتكاثر بالانقسام كالجراثيم وحبذا لو أن اخوان مصر يوجهون نصائح لفرعهم في فلسطين من حيث نبذ الانقسام وتكريسه لأن امراء الأنفاق هناك يتحدثون عن امارة وتجزئة الوطن الفلسطيني المتبقي وهذه خدمة مجانية للاحتلال.
إن تقسيم الاقطار العربية على ايقاع تقاسيم العزف على وتر الثورات الشعبية يفقدنا الأمل في أي تحركات مقبلة لترميم الوضع العربي. لأننا كمن يقول للغرب «زوجتك نفسي» بعد عقود من الفكاك من الاستعمار. فهل ثارت الشعوب لكي تتقسم الأوطان.. وهل انسحب الاحتلال من قطاع غزة ليكون بديلاً عن الدولة الفلسطينية؟