كي مون: النشاط الاستيطاني الإسرائيلي عقبة أمام المفاوضات ويجب أن يتوقف
نيويورك- وفا 14-2-2012
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المستمر يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات، ويتعارض مع القانون الدولي وخارطة الطريق ويجب أن يتوقف.
وأضاف كي مون، خلال افتتاحه اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمقر الأمم المتحدة، أنه يشعر بالقلق إزاء عنف المستوطنين المتزايد، 'والوضع الراهن غير قابل للاستمرار'.
وشدد على ضرورة بذل الجهود من أجل إحداث تغيير إيجابي، وعلى الأطراف أن تبذل قصارى جهدها من أجل حل جميع قضايا الوضع النهائي وإنهاء الصراع، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، تمشيا مع قرارات مجلس الأمن، ومرجعية مدريد والإتفاقات السابقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه لن يدخر جهدا بمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى مستقبل أفضل، وأنه حان الوقت لإعمال الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتطرق إلى زيارته الأخيرة للأرض الفلسطينية وإسرائيل، مبينا أنه شجع الطرفين على إستئناف مفاوضات الوضع النهائي وضرورة إتخاذ خطوات ملموسة لإستعادة الثقة.
وأشار إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، قائلا 'إنه لا يزال يمثل أولوية للأمم المتحدة وأن سكان قطاع غزة يستحقون ظروفاً معيشية أفضل'، مجددا دعوته إلى إتخاذ خطوات فورية لرفع الحصار المفروض على القطاع تمشياً مع قرار مجلس الأمن 1860 (2009).
بدوره، استعرض رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني سفير السنغال عبد السلام ديالو، أحدث التطورات المتعلقة بقضية فلسطين منذ الاجتماع الأخير للجنة في 15 كانون الثاني 2011، مشيرا إلى اعتراف أيسلندا رسمياً بدولة فلسطين في حفل أقيم في ريكيافيك في ذلك التاريخ، وإلى المحادثات بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في عمان، وكذلك إعلان تايلاند يوم 17 كانون 2012 اعترافها رسمياً بدولة فلسطين.
وقدم السفير ديالو تقريرا عن الحلقة الدراسية للأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني التي عقدت في القاهرة، يومي 6-7 شباط الماضي، وكان موضوعها 'التكلفة الاقتصادية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية والجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى التخفيف منها'.
وقال 'إن من الأنشطة المخطط لها هذا العام عقد اجتماع دولي للأمم المتحدة عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وذلك يومي 3و4 نيسان 2012.
من جانبه، قال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن اجتماعات الأمين العام للأمم المتحدة مع القيادة الفلسطينية كانت هامة ومثمرة للغاية، وتساهم بشكل كبير في دفع قضية السلام.
وأعرب عن تقديره لتأكيد الأمين العام بأن المستوطنات غير قانونية، وعلى أن القدس هي قضية من قضايا الوضع النهائي، وأن الاحتلال يجب أن ينتهي لإتاحة المجال لدولة فلسطين المستقلة.
وقال إن الزيارة التي قام بها كي مون إلى قطاع غزة كانت علامة ملموسة على وجوب رفع الحصار فورا للسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، معربا عن استعداد فلسطين الكامل لمواصلة التعاون مع الأمين العام وفريقه، ومع وكالات تقديم الخدمات في الأرض الفلسطينية المحتلة، خصوصا في قطاع غزة، ومع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والشرق الأدنى (الأونروا).
وأضاف منصور أن هناك حاجة للأمين العام أن يواصل زياراته الى المنطقة، معبرا عن تقدير القيادة الفلسطينية وشعبنا لجهوده بشأن طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا موقف القيادة الفلسطينية أن لاعودة إلى المفاوضات إلا إذا توقف الاستيطان بشكل كامل.
وتطرق إلى الحلقة الدراسية التي عقدت في القاهرة؛ قائلاً إنها كانت 'مهمة للغاية بسبب النوعية الفريدة للأوراق التي تم تقديمها فيها، وخاصة فيما يتعلق بقياس الأضرار التي تلحق بالاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال، مشيرا إلى الورقة المقدمة من مركز الأبحاث الفلسطيني (أريج) الذي وجد أن الاقتصاد الفلسطيني يخسر 7 مليارات دولار سنوياً بسبب الاحتلال، وأخرى من منظمة إسرائيلية تقدر الخسائر بحوالي 9 مليارات دولار سنويا'.
وجرى في الاجتماع إعادة انتخاب السفير عبدالسلام ديالو (السنغال) رئيسا للجنة، وكذلك السفير ظاهر تانين (أفغانستان) والسفير بيدرو موسكيرا (كوبا) نائبين للرئيس، كما انتخب السفير كريستوفر غريما (مالطا) مقررا، ووافقت اللجنة على طلب الإكوادور رفع مكانتها في اللجنة من مراقب إلى عضو كامل.
وقال ممثل الإكوادور إن بلاده تقدمت بطلب للحصول على العضوية الكاملة في اللجنة من أجل دعم الشعب الفلسطيني بسعيه لإقامة دولة ذات سيادة على قدم المساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي، مضيفا أن بلاده صوتت لصالح عضوية فلسطين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وإعتمدت اللجنة برنامج عملها الذي حدد القضايا ذات الأولوية لعام 2012، بما في ذلك الحاجة إلى رفع مستوى الوعي بشأن قضية فلسطين وتعزيز التأييد لحقوق الشعب الفلسطيني.
