انطلاق أعمال المؤتمر الدولي حول القدس في جاكرتا
- المالكي: العالم فشل في تأمين الحماية لشعبنا كما فشل في مساءلة الاحتلال
جاكرتا 14-12-2015
قال وزير الخارجية رياض المالكي 'إن العالم فشل في تأمين الحماية للشعب الفلسطيني، تماما كما فشل في مساءلة قوة الاحتلال الإسرائيلي، إزاء اعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين'.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي حول القدس، الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي، بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ووزارة الخارجية الإندونيسية.
وحمّل المالكي حكومة الاحتلال مسؤولية تحويل الصراع السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين كافة، موضحا أن الفلسطينيين حذروا مرارا من أن استفزازات المستوطنين ضد المواقع الفلسطينية المقدسة، والإجراءات الإسرائيلية إزاء تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا من شأنها أن تقوض الوضع الراهن'.
وأشار إلى حجم وشكل الإجراءات الإسرائيلية الاحتلالية اليومية بحق القدس والمقدسيين، متطرقا إلى الاعتداءات الممنهجة ضد المسجد الأقصى والحرم الشريف، وبقية المدينة المقدسة.
وتساءل الوزير المالكي: ماذا تنتظر الدول للتدخل لوقف الإجراءات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي؟ خاصة واننا نشهد المزيد من عمليات القتل والاعتقال والهدم والعقاب الجماعي بحق أبناء القدس، سيما الأطفال منهم.
ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه الإجراءات، وقال إن على الدول والمنظمات الدولية، التدخل لضمان احترام القانون الدولي من قبل سلطات الاحتلال، والتي تتصرف كدولة خارج القانون، مؤكدا 'أن الحرب والسلام يبدأان من القدس'.
من جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني 'إن سلامة الأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف وحرمتها يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن واستقرار المنطقة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية من شأنه توسيع دائرة النزاع إلى بعد ديني، تتحمل إسرائيل وحدها المسؤولية عن تداعياته'.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ضد ما يتعرض له من عدوان غير مسبوق، وجرائم يومية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مثمنا جهود الاتحاد الأوروبي الداعمة لرؤية حل الدولتين، لا سيما القرار الأخير ببدء وسم بضائع ومنتجات المستوطنات الإسرائيلية بعلامات مميزة.
وأكد ضرورة تطوير هذه الإجراءات، وتعزيزها بقرارات سياسية ودور فاعل للاتحاد والمجتمع الدولي الذي من شأنه الضغط على إسرائيل لوقف كافة أنشطتها الاستيطانية العنصرية، والتي تشكل عقبة رئيسة أمام تحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين.
وقال مدني: 'إن المجتمع الدولي مدعو في هذه المرحلة الحرجة إلى التدخل بمسؤولية'، مؤكدا على ضرورة رعاية مسار سياسي بمشاركة أطراف دولية فاعلة ومؤثرة، تنطلق بتبني مجلس الأمن الدولي لقرار يوفر مرجعية سياسية واضحة وإطار زمني محدد لإنهاء الاحتلال، بجانب ضمانات دولية وآليات متفق عليها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي، 'إن بلادها لم تألُ جهدا في دعم القضية الفلسطينية، في الأمم المتحدة، بدعمها قرارات انضمام فلسطين دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة تشرين الثاني 2012، ومشاركتها في مراسم رفع العلم الفلسطيني فوق مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، فضلا عن تقديم برامج التدريب والتأهيل لأجهزة الشرطة والأمن الفلسطيني.
بدوره، طالب السفير الأردني لدى إندونيسيا المجتمع الدولي بوضع حد فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات في القدس، بقوله: هذا الاحتلال يسبب توترا يفضي إلى تهيئة الظروف لتصعيد الأوضاع بشكل يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويؤدي إلى تغذية التطرف، ورفد العصابات الإرهابية بالموارد.
ويبحث هذا المؤتمر الذي جاء تحت عنوان 'معالجة الحاضر وصياغة المستقبل لمدينة القدس'، ويستمر لمدة يومين، آخر التطورات في المدينة المقدسة، ومن المقرر أن يخرج بتوصيات محددة، من أجل وضعها أمام مهمة التنفيذ من قبل الدول المختلفة.
يذكر أن من بين المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من: الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في المنظمة سمير بكر، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في إندونيسيا ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة دوغلاس برودريك، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في جامعة الدول العربية سعيد أبو علي، ونائب رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ديسرا بيرشايا.